كيفة : وكالة السور الأخضر الكبير تفتتح سوقا للمنتجات الغابوية في أغورط

ثلاثاء, 2024-10-01 08:29

ترأس والي ولاية لعصابه؛ أحمدو ولد عداهي ولد اخطيره، اليوم (الإثنين) في منطقة بوكاري ببلدية اغورط، حفلا تم خلاله تدشين وافتتاح سوق للمنتجات الغابوية غير الخشبية.


وأوضح الوالي، في خطاب له بالمناسبة، أن افتتاح هذا السوق في الولاية يمثل إضافة إلى المعرض المصاحب له، خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية المحلية وتطوير الاقتصاد من خلال تنمية سلاسل القيمة للمنتجات الغابوية، كما يجسد الالتزام القوي للحكومة بمواكبة جهود الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في تنفيذ مشروع “تثمين المناطق الرطبة وتحسين القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية” الممول من طرف صندوق البيئة العالمي والمنفذ من طرف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

وقال: "سعدنا اليوم أن نحتفل بحدثٍ مميزٍ في تاريخ ولايتنا، بافتتاح أول سوق للمنتجات الغابية غير الخشبية في لعصابة، هنا في بلدة افام لخذيرات، بمنطقة بوكاري، التابعة لبلدية أقورط. 

إن اختيار هذا الموقع لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجةً لما تزخر به هذه المنطقة من ثرواتٍ طبيعيةٍ وإمكاناتٍ تنمويةٍ هائلة لجمع وتثمين و تعليب المواد الغابوية غير الخشبية اضافة للتنمية الحيوانيّة والزراعة.


 يمثل هذا السوق، إضافةً إلى المعرض المصاحب له، خطوةً مهمة نحو تعزيز التنمية المحلية وتطوير الاقتصاد من خلال تنمية سلاسل القيمة للمنتجات الغابية. 


كما يُجسّد هذا المشروع الالتزام القوي للحكومة بمواكبة جهود الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في تنفيذ مشروع "تثمين المناطق الرطبة وتحسين القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية" الممول من طرف صندوق البيئة العالمي و المنفذ من طرف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، حيث شمل دعم هذا المشروع عدة مناطق رطبة، منها هذه المنطقة في لعصابة، إلى جانب تمورت النعاج في تكانت، ومحمودة في الحوض الشرقي.


 السيدات والسادة، 

تُعتبر المناطق الرطبة نظمًا بيئية ذات أهمية بالغة لحماية التنوع البيولوجي ولتعزيز رفاهية المجتمعات المحلية. فهي تلعب دورًا حيويًا في دعم الأنشطة الاقتصادية المتنوعة، من الزراعة إلى الرعي والصيد، وجمع المنتجات الطبيعية. 


وانطلاقًا من هذه الأهمية، فإن استراتيجية الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في ولاية لعصابة وعلى امتداد مسارها، تركز على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وحماية المناطق الرطبة، وتحسين ظروف حياة السكان، خصوصًا الفئات الأكثر هشاشة، وعلى رأسها النساء الريفيات، وذلك من خلال تبني نهجٍ تشاركي وشامل.

 السيدات والسادة، 

لقد جعل فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من حماية الموارد الطبيعية والبيئة ًمحورًا رئيسيًا في برنامجه الوطني. 

وتنسجم هذه الرؤية مع برنامج الحكومة الذي يقوده معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي، حيث تُعطى الأولوية للمبادرات التي تعزز التنمية المستدامة في بلادنا.


 وفي هذا السياق، نود أن نؤكد على ضرورة الحفاظ على هذا السوق وصيانته بشكل مستدام، لضمان استمرارية الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يقدّمها للمجتمع المحلي. 


كما ندعو الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير إلى الاستمرار في دعم المستفيدين من هذا المشروع، خاصة مع اقتراب انتهاء فترة مشروع المناطق الرطبة، بما يضمن استدامة النتائج الإيجابية التي تحققت.

 وفي الختام، أتوجّه بخالص الشكر والتقدير للشركاء التقنيين والماليين الذين دعموا جهودنا على مدى سنوات للحفاظ على الموارد الطبيعية ومكافحة التصحر في بلادنا. أشكركم جميعًا على حضوركم، وأعلن على بركة الله تدشين هذا السوق، داعيًا الجميع إلى اكتشافه، حيث سيكون بلا شك مركزًا اقتصاديًا وبيئيًا هامًا لمنطقتنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

بدوره قال المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير؛  المهندس سيدنا ولد أحمد اعل، إن هذا السوق "يشكل تجسيدا للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني (طموحي للوطن)؛ مبرزا أن منطقة بوكاري ببلدية اغورط تشهد وضع لبنة مهمة في مسيرة تنمية البلد في إطار حماية البيئة وتحقيق الرفاهية للمواطنين.

وأضاف ولد أحمد اعل، في خطاب ألقاه بنفس المناسبة،  أن الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير ستواصل برامجها الهادفة إلى مكافحة التصحر والحفاظ على التنوع لبيولوجي ودعم التنمية المحلية طبقا لإعلان السياسة العامة للحكومة الذي قدمه معالي الوزير الأول السيد المختار ولد انجاي .
نص الخطاب:

"بسم الله الرحمن الرحيم،

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،


 السيد والي ولاية العصابة،

 السيد حاكم مقاطعة كيفة،

 السيد عمدة بلدية أغورط،

 السادة ممثلو الشركاء الفنيين والماليين،

 السادة الحضور،

 اليوم، نشهد معا وضع لبنة مهمة في مسيرة تنمية بلدنا تجسيدا للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني "طموحي للوطن"،  وذلك في إطار حماية بيئتنا وتحقيق الرفاهية لمواطنينا، في اطار مبادرة السور الأخضر الكبير؛ طبقا لما أشار اليه فخامته الرئيس في خطابه الأسبوع الماضي أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال فخامته أستشهد: ويكمل جهدنا هذا في التحول الطاقوي، عمل دؤوب على مكافحة التصحر، والتغيرات المناخية واستعادة توازن منظوماتنا البيئية، وذلك في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير.. انتهي الاستشهاد.

 وتمشيا مع ذلك، ستواصل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير برامجها الهادفة الى مكافحة التصحر والحفاظ على التنوع لبيولوجي ودعم التنمية المحلية بوتيرة متسارعة طبقا لإعلان السياسة العامة لحكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي.


 إن افتتاح أول سوق للمنتجات الغابية غير الخشبية (PFNL) هنا في بوكاري ليس مجرد حدث محلي، بل هو رمز للتعاون الفعّال بين الدولة والشركاء الفنيين والماليين والمجتمعات المحلية لبناء مستقبل مستدام للجميع.


 إن اختيار بوكاري ليس عشوائيًا، فهذا الموقع الذي يزخر بالموارد الطبيعية والنوع لبيولوجي يمثل امكانات مهمة يجب علينا استغلالها. حيث سيساهم هذا السوق في تعزيز القطاعات المحلية، وخلق فرص العمل الخضراء، وتوفير مصادر دخل خاصةً للنساء الريفيات اللاتي يشكلن محور جهودنا التنموية في هذه المنطقة.


 السيدات والسادة،

 إن التنمية المستدامة لبلدنا تعتمد بشكل كبير على الحفاظ على المناطق الرطبة ومواردنا الطبيعية ونظمنا البيئية.

 لذلك، تعمل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، على حماية هذه المناطق وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، وتحسين ظروف حياة السكان المحليين من خلال نهج يشارك فيه الجميع.

 واسمحوا لي أهنا أن أشارككم بعض نتائج مشروع "التكيف والقدرة على الصمود في المناطق الرطبة" في هذه المنطقة، الذي يمثل فيها أحد الركائز المهمة لعمل الوكالة. حيث تم من خلال هذا المشروع انجاز ما يلي:

ـ  حماية 100 هكتار في بوغاري، منها 80 هكتارًا من الغابات، بهدف استعادة وحماية الأراضي،

 ـ  استفادت 25 أسرة من زراعة الحبوب التقليدية ، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن  الغذائي  

 ـ 26 أسرة تمارس جمع المواد الغابوية غير الخشبية ، مما زاد من إنتاجها بشكل ملحوظ مقارنةً بالسنوات السابقة،

 ـ  تجهيز 11 تعاونية زراعية بأنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية والدخل،

  - توفير إمدادات مياه الشرب لـ 85 اسرة، مما حسن من ظروف العيش في المجتمعات المحلية،
 ـ إنشاء هذه السوق للمنتجات الغابية غير الخشبية (PFNL) وستة مستودعات للغاز المنزلي ، استفادت منها 850 أسرة، مما خفف من الأثر البيئي لقطع الأشجار واستعمال الفحم.

 هذا فضلا عن الإنجازات المهمة التي تمت خلال الفترة المأمورية المنصرمة لفخامة رئيس الجمهورية في أطار برنامج تعهداتي الموسع، حيث قامت الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير على مواردها الخاصة بتنفيذ نشاطات ملموسة في ولاية لعصابة نذكر مثلا:

  - تثبيت الكثبان الرملية على مساحة 505 هكتارات في عدة مواقع في كل من كرو و لكران، والغائرة، والزيرة، وزمزم، في بومديد بهدف مكافحة التصحر وحماية الأراضي.

 - إقامة محميات طبيعية على مساحة 145 هكتاراً من الأراضي لاستعادة النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي.

 - إعادة التشجير والبذر المباشر لأنواع الشجار الغابوية المحلية على مساحة 1470 هكتاراً، لإعادة الحياة إلى الأراضي ودعم الزراعة المحلية.

 - إنشاء 18 مزرعة مجتمعية متكاملة تجمع بين الإنتاج الزراعي وتربية المواشي والزراعة الغابية، لضمان الأمن الغذائي وخلق فرص العمل.

 - تركيب 15 مستودعاً للغاز المنزلي، للحد من استهلاك الفحم وحماية الغابات. - خلق ما يقارب 7690 فرصة عمل مؤقتة و1400 فرصة عمل إنتاجية ، مما يعكس الأثر الاجتماعي والاقتصادي لجهودنا في المنطقة.

 هذه الإنجازات تجسد التزامنا بالتنمية المستدامة وتعزز من قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة التغيرات المناخية وتدهور الموارد الطبيعية.

 السيدات والسادة،


 إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم المتواصل الذي يقدمه شركاؤنا الفنيون والماليون، وأخص بالذكر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN)، وصندوق البيئة العالمي (FEM)، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وPNUEو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (PNUD)، والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، إضافة الى الأكاديمية الصينية للعلوم وبرنامج الغذاء العالمي PAM.

 إن التزامهم بالوقوف إلى جانب موريتانيا يعزز من جهودنا نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة. ستواصل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير العمل وفق توجيهات رئيس الجمهورية والحكومة، بعزيمة لبناء مستقبل مزدهر ومستدام لصالح جميع المواطنين. 


أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته".

 

من جهته  استعرض عمدة بلدية اغورط السيد سيدي ولد حَمد، بعض المشاريع المنجزة من طرف الوكالة الوطنية للسور الأخضر والمنظمات المتدخلة معه مثل السوق المنتجات الغابوية وأكثر من 30 مشروع تتضمن مزارع نموذجية وتسييج مناطق زراعية ومشاتل ونقاط مياه صالحه للشرب ودعم التعاونيات النسوية بشتى انواع الدعم، داعيا أصحاب المشاريع المنجزة بالمحافظة عليها وتسييرها تسييرا يضمن استمرارها.