في بقية ثوب أبلاه كر الجديدين، وبجسد هزيل أرهقه الحراك الدؤوب، بوجه رسم النمش خرائطه على سحنته جراء التفكير المضني، من بيت إلى آخر، ومن تجمع لتجمع، يتحرك سيدي ولد ابريك حاملا معه معاناة تئن لها صخور مدينة النعمه الصماء. سيدي ولد ابريك أب لثلاثة أطفال منعه أقاربهم لأم بالقوة من زيارتهم بعد أن سلبوه زوجته وابنة عمه " النانه بنت ابريك" مقنعين القاضي بأن لعنة الفاقة أصابته ولم يعد بإمكانه تقديم فروض النفقة والكسوة. " موريتانيا اليوم" التقت من بات يلقب اصطلاحا ب " حزين الحوض الشرقي" وحاورته لتكشف خفايا حزنه.
يقول سيدي ولد ابريك" تزوجت بعد قصة حب ربطتني بابنة العم " النانه بنت ابريكه"، وعشنا سويا لعشر سنوات خلت تقاسمنا فيها حلو الحياة ومرها، أنجبنا من زواجنا ثلاثة أبناء هم بمثابة قرة العين لنا، لكن ظروف الحياة لا تدوم على حال، فقد مررت بأزمة مالية غيرت من مستوى المعيشة التي كنا نعيشها. تلك الأزمة لم يكتب لها أن تمر على خير، فقد تطورت بفعل تدخل والدة زوجتي لتكون بداية لقصة مأساوية خسرت فيها زوجتي و أبنائي وتعرضت فيها للضرب المبرح.
ولم ينتهي الأمر عند ذلك الحد بل تطورت المأساة لتصل حد منعي من زيارة أطفالي، أو الاقتراب منهم، وهو ما دفعني إلى تقديم قصتي للرأي العام، مقدما شكواي إلى رئيس الجمهورية عساه أن يرق لحالي ويوفيني حقي".
قصة " سيدي ولد برك" الذي بات يلقب ب " حزين ولاية الحوض الشرقي" هي مأساة تنتظر حلا، حتى لا يصل الحزن بالرجل حد الجنون الذي بات على بعد خطوات أو أقل منه.