قدم رئيس الجمهورية؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، محاضرة ضمن ندوة نظمتها المؤسسة الدولية للتنمية في هامبورغ بألمانيا، تحت عنوان: "وضع إفريقيا على طريق الازدهار"
وقد رد الرئيس ولد الشيخ الغزواني، في مداخلته ضمن هذا النقاش المنظم في إطار مؤتمر هامبورغ للتنمية المستدامة 2024، على سؤالين أثارهما جمهور الحضور يتعلق أولهما بتقييمه للدعم الذي تقدمه الوكالة الدولية للتنمية في القرن الـ 21 لتحويل المشهد التنموي في أفريقيا؛ فيما يتعلق الثاني بطبيعة تدخل المؤسسة الدولية لمساعدة البلدان الأكثر فقرا على مواجهة التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي.
وفي معرض رده على تلك الاستشكالات، بين الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي أن احتياجات أفريقيا التمويلية لتحقيق الأهداف الإنمائية لألفية التنمية وتنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 هائلة، إذ تتراوح هذه الاحتياجات ما بين 194 و470 مليار دولار وفقا للتقديرات.
وذكّر بأنه سبق أن حثّ المانحين، في يوليو 2021، مع بعض نظرائه من رؤساء الدول الأفريقية، على دعم تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية 20 لتعبئة ما لا يقل عن 90 مليار دولار أمريكي؛ معربا عن ارتياحه للنتائج التي تحققت، مشيرا إلى أن طلبهم قد لقي استجابة واسعة، حيث تم تجديد موارد الوكالة الدولية للتنمية بما يصل إلى 93 مليار دولار، استفادت افريقيا من 70% منها، ومكنت من التخفيف من الآثار الكارثية لكوفيد-19 على اقتصادات هذه الدول.
وأضاف: "صحيح أن جائحة كوفيد-19 قد اختفت، لكن آثار تغير المناخ تفاقمت منذ ذلك الحين، فالوكالة الدولية للتنمية تلعب دورًا فريدًا في تمويل التنمية في أفريقيا، حيث تعمل في 39 دولة"؛ مبينا أنه على مر السنين استفاد 1.5 مليار شخص فقير من تمويل الوكالة بما في ذلك عدد كبير من أبناء القارة الأفريقية. وهكذا، مثلت هذه المؤسسة الدولية دائما حجر الزاوية في دعم البلدان ذات الدخل المنخفض، لا سيما في أفريقيا.
ودعا، باسم قارة إفريقيا، إلى زيادة كبيرة في المساعدات الإنمائية، ولا سيما تمويل الوكالة الدولية التي تعد أفريقيا المستفيد الرئيسي منها؛ مذكّرا بأن القارة تواجه أزمة ديون حقيقية تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2009 و2022، حيث ارتفعت من 220 إلى 655 مليار دولار.
وأكد أن الحد من مخاطر المديونية المفرطة للدول وخفض تكاليف التمويل، يجعل البلدان الأفريقية في حاجة ماسة إلى الموارد الميسرة للمؤسسة الدولية للتنمية؛ منبها إلى أن الآثار السلبية لتغير المناخ لها عواقب وخيمة في أفريقيا، وشدد على أن التمويل في هذا المجال لا يرقى إلى مستوى التحديات.
وقال إن موريتانيا تتأثر بشكل مضاعف بالآثار السلبية لتغير المناخ، لكونها بلدا ساحليا، ويشكل ارتفاع درجات حرارة المحيطات تهديدا لشواطئها. كما أوضح أن موجات الجفاف المتتالية أدت إلى تحركات سكانية كبيرة وتمدد عمراني فوضوي ومتسارع، مما شكل تحدياً حقيقياً لموريتانيا.
ولفت الرئيس ولد الشيخ الغزواني، في مداخلته، إلى أن تمويل المؤسسة الدولية للتنمية في موريتانيا قد مكّن من وضع العديد من البرامج لمواجهة هذه التحديات، بما في ذلك دعم حماية التنوع البيولوجي الساحلي والبحري، وتطوير تقنيات الزراعة والري المرنة، وتمكين المجتمعات المحلية من خلال تطوير أنشطتها لكسب العيش.
وقال إن مشاريع أخرى للمؤسسة ساعدت في دعم انتقال موريتانيا إلى الطاقة المتجددة.
وأشار فخامته إلى أن مشروع "بندا" لتحويل الغاز إلى كهرباء سيزيد بشكل كبير من قدرة موريتانيا على إنتاج الطاقة النظيفة، وبالتالي تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ مشددا على أن "المؤسسة الدولية للتنمية قد دعمتنا في وضع استراتيجية الهيدروجين الأخضر، واعتماد المدونة والتفاوض على تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر في موريتانيا، حيث الإمكانيات هائلة".
يمكن متابعة المداخلة كاملة عبر هذا الفيديو