الشيخ محمد الأمين ولد الشيخ سيد محمد التاكنيتي يكتب … ثروة المشايخ

سبت, 2024-10-12 17:49
 الشيخ محمد الأمين ولد الشيخ سيد محمد التاكنيتي .

المال رزق من الله يقسمه بين عباده بحكمته وإرادته، فلا سلطة للخلق في توزيعه. وحدها الدولة تملك حق التشكيك في أصوله ومصادره، ويتوجب عليها التحقيق عند وجود داعٍ لذلك. أما عامة الناس، فواجبهم إحسان الظن والتمسك بأحسن التأويلات لمن لم تثبت عليه تهمة أو إدانة، خاصة إذا كان من أهل الفضل والصلاح. وهذا الالتزام يتعاظم في حق أهل الفضل أنفسهم، إذ يعود نفعه عليهم، كما يقال: "لقد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض."

عرف بعض المشايخ بالصبر على الفقر والرضا بما قسم الله لهم، بينما حاز آخرون منهم ثروات وسلطانًا عظيمين، حافظوا فيهما على حقوق الله وحقوق العباد، وأظهروا شكرهم لما أنعم الله عليهم. في بلادنا "الغرب الإسلامي"، نجد بين الأولياء الفقير المتواضع الذي لو أقسم على الله لأبره، والغني الذي خدمته الدنيا ولكنه أبقى قلبه مع الله في السر والعلانية.

لا شك أن الدنيا من شراك الشيطان، وقد حذرت منها نصوص القرآن والأحاديث في كثير من المواقف، إلا أنها في الوقت ذاته مطية الآخرة لمن أحسن ركوبها.

كان الشيخ سيد المختار الكنتي وابنه الشيخ سيد محمد من أغنى أهل زمانهم، وعلى النقيض من ذلك، قدم شيخنا الشيخ سعد بوه إلى منطقة الكبلة شابًا يافعًا لا يحمل مالًا، غير معروف ولا قريب له من أهل تلك المنطقة. واجه تحديات وصعوبات من المنافسة والحسد، لكن الله نصره نصرًا مبينًا. فبدأ ينشر الدعوة إلى الله، ويربي قلوب المؤمنين على تعاليم الإسلام السمحة. أضاءت أنواره الشرق والغرب، حتى لم يبقَ في سلوك الطريق إلا ما هو مأخوذ عنه أو عن من تصدر عنه، مثل الوالد شيخنا الشيخ سيد محمد التاكنيتي عن شيخنا الشيخ التراد عن شيخنا الشيخ سعد بوه.

ثم جاء الشيخ الطالب بوي الشيخ آياه ليستكمل المشهد بتلمذته على الوالد شيخنا الشيخ سيد محمد، الذي أخرجه وبارك له بقوله الشهير: "ردوا الخير لبل منين جاي." كان ذلك في عام 1963، ومنذ ذلك الحين ظل الشيخ الطالب بوي ثابتًا مطمئنًا، منتظرًا نصر الله حتى أتته الخلافة باستحقاق تام. وما أن تسلمها حتى انتعشت وتوسعت، والتحق بها القريب والبعيد.

لا يساورني أدنى شك أن ما أنعم الله به على أبنائه من بعده هو استجابة دعوات جدهم شيخنا الشيخ سعد بوه لهم بالصلاح وحسن الحال، وما أغدق الله به على الشيخ الطالب بوي خاصة بعد تلمذته على الوالد شيخنا الشيخ سيد محمد.

أسأل الله العلي القدير أن يديم هذا المدد ويزيد فيه، إنه القادر على كل شيء.

 الشيخ محمد الأمين بن شيخنا الشيخ سيد محمد التاكنيتي