في إطار الزيارات المتكررة التي دأب رئيس الجمهورية منذ توليه مقاليد الامور علي تنظيمها لمختلف مناطق البلاد قصد الاطلاع على ظروف المواطنين وأحوالهم المعيشية عن كثب ، بدأت جماعات "الظل" وفي مقدمتها الجهات المحلية من منتخبين "عمد، مستشارين، برلمانيين" بالتعاون مع السلطات الإقليمية "ولاة، حكام، حكام مساعدين، جميع المصالح الجهوية (لإدارات الجهوية للتعليم والصحة، مندوبيات ومصالح كافة القطاعات الأخري علي مستوي الولايات المزورة...)، بجملة من التحركات و النشاطات التي تهدف في ظاهرها إلى إنجاح الزيارة المرتقبة، لكنها تخفي في باطنها جحيما من المعاناة التي اكتوي ويكتوي بنيرانها المواطن البسيط في هذه المناطق النائية والتي أقل مايقال في شأنها انها مناطق "شبه منكوبة" نظرا لما عانته - من نقص في منسوب الأمطار هذه السنة وضعف الموارد والوسائل الانتاجية لها أصلا- ولا زالت تعانيه من تهميش وإقصاء في تنميتها على كافة المستويات من جميع الأنظمة المتعاقبة على سدة حكم البلاد منذ الاستقلال وحتي عامنا هذا. إلا أننا و إن استثنينا بعض الإلتفات الحاصل من فخامة رئيس الجمهورية مؤخرا وما حصل من تقدم وتطورعرفته موريتانيا على كافة الأصعدة في بنيتها التحتية من فك للعزلة عن جل مقاطعاتها ذات الثقل السكاني (آمورج’ كوبني، باسكنو، برمجة طريق جيكني مؤخرا...)، وازدياد ملحوظ في المؤسسات الصحية مع تحسن نوعي في خدماتها المقدمة، هذا فضلا عن التحسن المتزايد في كافة المجالات وعلي مختلف المناحي الحياتية جعل المواطن البسيط يستشعره ويلمسه واقعا جليا في المستوي المعقول للأسعار بفعل جملة من الاجرءات في مقدمتها "حوانيت أمل" التي ظلت عامل تحكم في الاسعار يحول دون ارتفاعها الصاروخي كما عهدناه في الحقب الماضية، فضلا عن كونه عامل استقرار يناسب القوة الشرائية لأصحاب الدخول المنخفضة ولو نسبيا. إننا نحن بعض شباب مقاطعة آمورج كغيرنا في باقي المقاطعات المزورة لنلفت نظر الجهات العليا في البلد وخاصة رئيس الجمهورية إلي: *- محاولة التضليل والمغالطة المتعمدة من طرف الجهات الآنفة الذكر بالتعاون مع مسؤولي القطاعات المعنية، ووزراء ينحدرون من تلك المناطق المزورة إلى إظهار الأمور على غير حقيقتها، فمنذ الإعلان عن الزيارة لم تدخر هذه الجهات أي جهد في تزويد المركز الصحي في المقاطعة بالأسرة والأدوية والمكيفات وبعض الأجهزة التي لايوجد فنيون لتشغيلها، هذا فضلا عن بعض الترميمات والطلاءات والتنظيفات...وهي أمور وإن كنا نؤكد علي أهميتها وضرورتها إلا أننا لانريد ربط وجودها بالزيارات والأشخاص فالأوطان باقية والأفراد ذاهبون.... *- لم تنته عملية التدليس و التعمية هذه عند هذا الحد بل تعدته إلي إدخال الكهرباء للثانوية ومحاولة سد جميع الثغرات لدى مؤسسات التعليم الابتدائية، بل تجاوزتها إلى محاولة إسكات الأفواه الصادعة بالحق وتخويفها أن هناك تعليمات بأن كل من يذكر أي نقص سيكون مآله التنكيل والطرد حتى من رحمة الله...، ثم إن الطامة الكبرى محاولة تكميم عامة المواطنين وذلك من خلال تقسيمات لبعض المواد الغذائية لأربعة آلاف مستفيد في كل بلدية من بلديات المقاطعة الثلاثة، مع أن كل هذه الجهات وفي مقدمتهم السادة الحكام والحكام المساعدين وكذا العمد وغيرهم...لا يهتمون حتى بإحالة أبسط الملفات إلي الجهات العليا في البلد قصد حل مشاكلهم التنموية الأكثر إلحاحا...وهذا غيض من فيض من جملة المشاكل المطروحة محليا. وختاما فإننا نشيد بالمقاصد الكبرى للزيارة ونثمن ما "تمخض" عنها من مكاسب خلال الأيام القليلة الماضية والتي ماكان لها أن تري النور لولا الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية. - See more at: