الاحتجاجات العمالية المستمرة في ازويرات أظهرت أن المستوى السياسي الواعي والناضج لقادة الاحتجاجات العمالية في ازويرات أعلى بكثير من مستوى المؤسسات والرجال الذين نصبهم الرئيس على رأس البلاد في الحكومة والبرلمان والرئاسة والشركات والجيش والأمن
والأحزاب الحاكمة والمحكومة.وكمثال حي على هذا، أن مبعوثي وممثلي الرئيس إلى ازورات ، لم يفهموا ما يريد عمال ازويرات المضربون وإذا فهموا لايفهمون لان لهم آذنا لايسمعون بها، وقلوبا لايفقهون بها ؟ ǃبالتأكيد، لا الرئاسة ولا الحكومة فهموا المغزى العميق والحقيقي الإضراب فهم لايعترفون بحق هؤلاء في الإضراب الذي هو حق يكفله القانون ماذا قال هؤلاء لمبعوثي الرئيس.ǃ قالوا لهم ببساطة نحن: طلاب حق وما ضاع حق ورائه مطالب ،نريد وقف هذه المهزلة ولسنا طلاب مقابلة مع الرئيس لنتشرف بها.. نحن طلاب حقوق لا نريد ظلما ولا هضما ؟ǃمشكلتنا ليست مع احد نريد حقوقا لنا هضمت والحقوق تنتزع ولا تعطينعم، مشاكل البلاد لا تحل بالأماني والكلام الكبير والوعود العرقوبية،لأن مؤسسات الدولة، لم يعد على رأسها من يحسن ممارسة السياسة ،وممارسة الحوار.بالتي. هي أحسن، لحل مشاكل المواطنين ،ويصدقونهم القول بعيدا عن المخادعة والمراوغة ترى ماذا يفعل عشرات المستشارين في رئاسة الجمهورية الذين تخصصوا في قراءة رسائل الرئيس حتى في الأماكن التي ينبغي أن تتواجد فيها الرئاسة، يقرؤون باسم الرئيس كلاما يجعل السامع في بعض الأحيان يستعيذ بالله ويحوقل على المستوى الذي وصلت إليه رئاسة الجمهورية،لتي أصبحت (مبكي الرئاسي) لكثرة مشاكل المواطنين من كافة المستويات ،والناطقين اسم الرئيس ولأمرين بتوجهاته الرشيدة لمحاربة الفساد والمفسدين وتطبيقا لتوجهات الوزير لأول يقرؤون باسم الرئيس وحكومته كلاما يصلح لكل زمان ومكان وكل الأوطان ولكل الحكام العرب بلا استثناء.ǃ لأنه ليس المهم محتوى ما يقال باسم الرئيس والرئاسة، بل المهم أن يقال أن الرئيس ما يزال موجودا ويكتب الرسائل إلى الشعب.! ويخاطبه عبر هؤلاء.ǃعندما لا يجد الرئيس مستشارا أو مسئولا بالرئاسة والحكومة بإمكانه أن يتحاور مع المحتجين المظلومين في الزويرات ظلمتهم شركة اسننيم بعد استغلالهم، ومص دمائهم ،واكل حقوقهم بالباطل ، كما فعل بأصحابهم من قبل ،وما أزمة عمال ازويرات الذين قطعوا الفيافي م وحوصروا عند مشارف العاصمة منا ببعيد غايتهم ان يحل الرئيس مشكلتهم، بعدان سد ت كل الأبواب في وجوههم فأغلق( رئيس الفقراء) أبواب قصره أمام هؤلاء العمال البسطاء بعدان ظلمهم رئيس إدارة الأمن الخصوصي، وتعرفون تفاصيل تلك الأزمة ـ(وما أشبه اليوم بالبارحة ) ----- عندما لا يوجد في موريتانيا رجل رشيد يقول للظالم كلمة حق (والجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر)و لا في البرلمان والحكومة من باستطاعته الحوار مع المحتجين، فذاك يعني أن مؤسسات الدولة أصبحت شاغرة ،فكبروا عليها أربعا.وأحسن قرار يتخذه الرئيس، ويلقى صدى لدى الشعب، هو حل الحكومة والبرلمان والحزب الحاكم والأحزاب المحكومة وأجهزة الأمن وقيادة،اسنيم المستبدةوتعيين أمثال هؤلاء الذين قادوا الاحتجاجات في ازويرات على رأس هذه المؤسسات مؤقتا، إلى حين إجراء انتخابات حقيقية تفرز رجالا أكفاء وطنيين مثل عمال زويرات.. لكن مثل هذا القرار يتطلب فهما عميقا للرسالة التي أرسلها المحتجون في ازويرات إلى الرئيس عبر مبعوثيه ومن خلال نضالهم المشهودو المشروع وصمودهم في وجه الغطرسة ،وأساليب الترهيب والترغيب.. لكن ليس هناك في مؤسسات الدولة من له القدرة على فهم رسائل المواطنين.فالسلطة لم تعد عاجزة عن السماع لمطالب المواطنين فقط، بل أصبحت عاجزة أيضا عن فهم ما يقوله المواطنونإن هؤلاء و أولائك لم يساهموا في الإفلاس الأخلاقي و السياسي والاقتصادي لبلدنا فحسب، و إنما اغتالوا الولاء للوطن، مما جعل الكثيرين من الكفاءات السياسية و العلمية ،يعزفون عن المساهمة في بناء الوطن، و يفكرون في الهروب انتحارا أو احتراقا أو هجرة عبر البحار، أو خارج الأوطان ،و لن يسترجع المواطنون كرامتهم ما دام هؤلاء · مستثمرين في مفاصل المشهد السياسي والاقتصادي في بلادنا و لن
يفكر المواطن بغير بطنه، طال ما أنه جائع و خائف ،في بلد لم يطعمه من الجوع، ولم يؤمنه من الخوف (فلا حرية لخائف ولا كرامة لجائع ) وجعل حب الوطن سببا لتجويعه و تشريده و محاربة الفساد، مبررا لسرقة ماله ،و نهب ثرواته، و تدنيس مقدساته ،و من الاستقلال و الديمقراطية ،تزويرا لتاريخه ،و مصادرة لإرادته و استمرارا للقطاء السياسيين في الحكم ، إن المعركة كبيرة بين الدولة و السلطة في موريتانيا ، إن الهزائم و المغامرات الغير محسومة و السياسات الفاشلة في كل المجالات ،يدفع ثمنها الشعب و تعني في النهاية غياب السلطة و إضعاف الدولة فبلادنا لن تجد استقرارا حقيقيا، إلى في بناء دولة الحق و العدل، فالولاء للوطن هو التي يجب على الجميع تقديسها و احترامها ، فهل تبنى الدولة بجبروت الحاكم على حساب حقوق و قوة الشعب ،أم تستمد الدولة قوتها و سلطتها من الشعب ، إننا بحاجة إلى دولة المواطن، و ليس دولة الرجال ، فلا بد من رؤية وطنية لحل الأزمات، بأساليب جديدة و متجددة، في فن السياسة بعيدا عن أساليب المواجهة وسياسة الهروب إلي الإمام ، برؤية واعية تعي الحاضر تستشرف المستقبل، من أجل وضع حدا للاحتقان بين مختلف الأطياف السياسية ،ولاجتماعية، وليعلم الجميع علم اليقين، إن حقوق هؤلاء العمال البسطاء، لن تضيع سدي وسينالون حقهم في يوم قادم ،لا ريب فيه (يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)عند ملك مقتدر لامعقب لحكمه، ولا يظلم ربك أحدا تولانا برحمته