قال رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، إن مهرجان مدائن التراث "يهدف في المقام الأول إلى ترقية المدن التاريخية، وكنوزها الفريدة، ومدها بأسباب البقاء والتطور والنماء، وتقوية الإحساس لدى المواطنين بضرورة التمسك بما اتسم به بناة هذه المدائن من قدرة فائقة على الصمود قوامها التضامن والتلاحم، ومن إيمان قوي بالقيم والمعاني الدينية والأخلاقية التي صهرت تنوعنا الثقافي الفريد في هوية حضارية متميزة ووحدة وطنية جامعة".وأضاف ولد الشيخ الغزواني، في خطاب ألقاه اليوم (الجمعة) لدى إشرافه على انطلاق النسخة الـ13 من مهرجان مدائن التراث بشنقيط، أن البلاد بذلت جهودا كبيرة على مدى السنوات المنصرمة من أجل "تقوية هذه الوحدة وتعزيز انسجامنا الاجتماعي والتصحيح التدريجي لميزان العدالة الاجتماعية بالانفتاح السياسي وتقوية المدرسة الجمهورية وركائز دولة القانون وبإصلاح المنظومة الإدارية".
وأكد على ضرورة بناء "مجتمع متصالح مع نفسه، واثق في مؤسساته، قوي التلاحم وراسخ الوحدة، داعيا إلى هبة وطنية جامعة قوية لتغيير العقليات السلبية، والتخلص من كل النعرات الضيقة، وخطابات الكراهية، ونزعات الاستعلاء تحصينا لشعبنا ذي التاريخ الواحد والمستقبل المشترك".
وقال: "في نوفمبر من سنة 2019 ومن مدينتكم هذه، تعهدت بأن يصير هذا المهرجان مهرجانا إنمائيا بقدر ماهو مهرجان ثقافي، وعملا على الوفاء بهذا الالتزام عبأنا لنسخ المهرجان الماضية مايربو على ستة عشر مليار أوقية قديمة لصالح مختلف جوانب التنمية في مدائننا التراثية بما فيها جوَل، وتستفيد مدينة شنقيط من أربعة مليارات خصصت لتعزيز الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وطرق وصحة وتعليم واتصالات، فضلا عن دعم المساجد والمحاظر والحرفيين ودور المخطوطات ودعم الشباب والنساء والصناعة التقليدية والسياحة، ينضاف إلى ذلك مايربو على اثني عشر مليار أوقية قديمة خصصت للتشييد الجاري لطريق أطار شنقيط فكا للعزلة عن المدينة، وإنفاذا لما كنا وعدناكم به".
وأكد أن "هذه المكونة الاقتصادية لتكمل المكونة الثقافية الموجهة الى المحافظة على الكنوز والدرر التراثية التي تعج بها المدينة، مخططات كانت أو عمرانا، فمهرجان مدائن التراث يهدف في المقام الأول إلى ترقية مدننا التاريخية، وكنوزها الفريدة، ومدها بأسباب البقاء والتطور والنماء، لكنه في الوقت ذاته، يهدف إلى تقوية الإحساس لدى مواطنينا عموما بضرورة التمسك بما اتسم به بناة هذه المدائن من قدرة فائقة على الصمود قوامها التضامن والتلاحم، وكذلك من إيمان قوي بالقيم والمعاني الدينية والأخلاقية التي صهرت تنوعنا الثقافي الفريد في هوية حضارية متميزة ووحدة وطنية جامعة".
و جدد الدعوة إلى "هبة وطنية جامعة قوية، لنغير العقليات السلبية، ونتخلص من كل النعرات الضيقة، وخطابات الكراهية، ونزعات الاستعلاء تحصينا لشعبنا ذي التاريخ الواحد والمستقبل المشترك"؛ مضيفا: "وإنها لهبة أكثر اليوم إلحاحا بالنظر إلى ما تسرب لمجتمعنا عبر الاستغلال السيء لبعض جوانب العولمة، والثورة الرقمية من مسلكيات منافية لقيمنا، من أبرزها تسخير البعض وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفرقة والشحناء بين مختلف مكونات مجتمعنا، وأدعوكم جميعا إعلاميين ومثقفين وقادة رأي ومجتمعا مدنيا ومدرسين وروابط آباء التلاميذ والأسرة المجتمعية عموما إلى المساهمة، كل من موقعه، في تحصين وحدتنا الوطنية ولحمتنا الاجتماعية بالمشاركة الجادة في إحداث التحول المجتمعي المسؤول".