احتضنت الأكاديمية الدبلوماسية في نواكشوط، اليوم الأربعاء ، الاجتماع التشاوري متعدد الأطراف، الذي يضم، بالاضافة إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، ممثلين عن المملكة العربية السعودية ، موريتانيا، البحرين ، مصر ، الولايات المتحدة الامريكية، جيبوتي، الاتحاد الأوربي، الايغاد و الاتحاد الافريقي، وذلك تحت رئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج-؛ محمد سالم ولد مرزوك.
وتناول جدول أعمال الاجتماع:
• بحث آخر المستجدات منذ الاجتماع الأخير لاسيما وضع مبادرات المساعي الحميدة والوساطة والسلام لاستعادة السلام والاستقرار في السودان.
• مناقشة السبل المبتكرة لتعزيز آليات التنسيق ومواءمة الجهود للتغلب على أهم الصعوبات والتحديات.
• مناقشة الأنشطة المقبلة ذات الصلة والخروج بإجراءات متداعمة مواءمتها وتوحيدها بروح من التنسيق.
• اعتماد بيان ختامي لإعادة التأكيد على التزام المشاركين بدعم نهج موحدة لتعزيز تنسيق وتكامل جهود السلام في السودان.
• الاتفاق على أسلوب العمل الفريق العامل على المستوى الفني التابع للمجموعة الاستشارية بغرض تبادل المعلومات وضمان تنسيق الجهود.
• تعقد هذه الفعالية يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024، 12:45 في الأكاديمية الدبلوماسية بنواكشوط.
• تكون المشاركة على مستوى المسؤولين الرئيسيين، وتشمل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأوروبي والبحرين (رئاسة قمة جامعة الدول العربية) وموريتانيا (رئاسة قمة الاتحاد الأفريقي) وجيبوتي (رئاسة إيغاد) ومصر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
• يُعقد المؤتمر باللغات العربية والإنجليزية مع توفير خدمة الترجمة الفورية.
وقد ألقى ولد مرزوك، خطابا أمام المشاركين في لقاء نواكشوط، جاء فيه:
"يسعدني أن أرحب بكم أحر ترحيب في نواكشوط، التي تحتضن اليوم الاجتماع التشاوري الثالث حول السودان الذي يأتي استكمالًا للمسار التوافقي الذي انطلق من القاهرة وتواصل بجيبوتي؛ وغاية هذا المسار، كما هو معلوم، هو إيجاد حلول ناجعة للأزمة السودانية، ودعم جهود السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق.
إن استضافة موريتانيا لهذا الاجتماع تأتي استجابة لطلب من الأمم المتحدة واستمرارًا للجهود المشتركة التي بدأت في الاجتماعين التشاوريين السابقين، في إطار تنسيق الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى دعم السودان الشقيق وتحقيق تطلعات شعبه المشروعة في الأمن والتنمية والسلام.
وإننا نستحضر ، في هذا السياق، الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أهمية تسوية النزاعات بطرق سلمية تحفظ السلم والأمن الدوليين، وتعزز احترام السيادة الوطنية للدول. كما أن انعقاد هذا الاجتماع في بلادنا، يترجم، من جهة أخرى، حرص فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على المشاركة الفاعلة في أي جهد جاد يهدف إلى تذليل العقبات التي تعترض العملية السلمية في هذا البلد الشقيق
. انطلاقاً من الروابط التاريخية العميقة وأواصر الأخوة الراسخة التي تجمع بين الشعبين الموريتاني والسوداني، والتي تستلزم وقوف موريتانيا الدائم إلى جانب أشقائها في السودان.
أصحاب المعالي والسعادة،
إن الاجتماعين السابقين في القاهرة وجيبوتي شكّلا حَجَرَ أساس مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق في التعامل مع الأزمة السودانية
. فقد تمخض اجتماع القاهرة عن توصيات جوهرية، أعقبتها خطوات عملية عززت مسار العمل المشترك خلال اجتماع جيبوتي، حيث أكد المشاركون على أهمية توحيد الجهود وضمان إشراك جميع الأطراف الفاعلة في عملية السلام.
والأملُ معقود على أن يُسهم لقاؤنا اليوم في نواكشوط، الذي يعكس الالتزام القوي بروح المسؤولية الجماعية، في تعزيز تلك الجهود. ويتطلب ذلك بطبيعة الحال، العمل على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار كضرورة ملحة لضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات ولوضع أسس سلام مستدام.
ومن أجل بلوغ هذه الغاية، تم التأكيد في أجندة هذا الاجتماع على ضرورة الانطلاق من تقييم موضوعي لما أنجز منذ اجتماعي القاهرة وجيبوتي، والبناء عليه للتقدم نحو خطوات عملية وملموسة لوضع أسس صلبة لتحقيق السلام والاستقرار المنشودين.
وما من شك في أن نجاح هذه المهمة يتطلب العمل في سياق تكامل الأدوار، وتنسيق جهود الاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، وإيغاد، والأمم المتحدة، ومبادرات منبر جدة ودول الجوار، والدول الشريكة والداعمة، بهدف تقديم رؤية شاملة للمرحلة المقبلة، تلبي تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية. السيدات والسادة لابد من التذكير في هذا المقام بالمبادئ الأساسية التي تؤكد على المحافظة على وحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادته ومؤسساته الوطنية، والدعوة إلى مسار سياسي شامل يدفع باتجاه إرساء دعائم الحكم الرشيد والسلم المجتمعي.
كما لا يخفى على أحد أن السودان يمر بأزمة إنسانية هي الأكثر إلحاحًا في تاريخه الحديث. إن معاناة المدنيين الذين أرهقتهم سنوات من النزاعات تحتاج إلى استجابة فورية وشاملة، تقوم على تقديم الدعم الإنساني العاجل، وضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة؛ هذا فضلا عن ضرورة وضع خطط عملية لإعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد السوداني. ويتعين في هذا الصدد، التشديد على أهمية تنسيق هذه الجهود من خلال آليات فاعلة تضمن التكامل وتتجنب ازدواجية المبادرات.
أصحاب المعالي والسعادة إن السودان يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه تتطلب منا جميعًا مضاعفة الجهود والعمل بروح التضامن والمسؤولية
. وعلى جميع شركاء السودان، أن يكونوا صادقين في مساعيهم، وملتزمين بمبادئ التنسيق المشترك، بحيث تصب جميع المبادرات في مسار واحد يهدف إلى تحقيق سلام دائم واستقرار شامل.
ختامًا، أود أن أجدد ترحيبي بكم جميعًا في موريتانيا، متمنيًا لاجتماعنا هذا النجاح والتوفيق.
وإن حضوركم اليوم يمثل رسالة تضامن قوية مع السودان وشعبه، ويعكس التزامنا الجماعي بالعمل من أجل مستقبل أفضل لهذا البلد الشقيق العزيز، يسوده الأمن والسلام والاستقرار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."