في هذه الأيام يستعد أمير المؤمنين لتسيير جيشه من صفاقة ولحلاحة وأشباه الأشباه، ليغزو بهم عاصمة الشرق الموريتاني لعيون حيث الإبل والبقر والأغنام والقيعان والبطاح الملأى بالمياه، والصرف الصحي الطبيعي.تقدم الجيش خميس من الصفاقة، تلاه رعيل من اللحلاحة قبل أيام،
ولا زال الصفاقة واللحلاحة يتوافدون، ليعسكروا في تخوم مدينة لعيون وأزقتها في انتظار قدوم الأمير، ليعلنوا الولاء ويشنوا الحرب على الصدق والمصداقية والحق والحقيقة والواقع والواقعية والمواطن والمواطنة، حتى لا يكون هناك غير التزلف والتشدق بالكذب والزور من القول.الأتباع يستعدون للقائه وهم كانوا عنده، وهو قادم لأن آخر عهده بالشرق لم يحصل منه على المبتغى، والبيعة الأخيرة أثبتت أنه كان سيدخل مأزقا لو وجد من يشق عليه عصى الطاعة ويدعو العامة لمبايعته، فاعتزال الأمراء وقادة الجيش للبيعة كان في صالحه آنذاك.الأمير سيمتطي صهوة طيارته الخاصة ويحط بها ساح الغبراء، حيث يتجمع الجيش وقادته للقائه رفقة من دانوا له من ساكنة لعيون.لعيون تلك المدينة الجميلة التي سحرت كل أمير وملك حتى صار فتحها عهدا على الأمراء والملوك.سقط قتيلا لحد الآن في غزوة لعيون بعد دهسهما من طرف سيارة، وفتحت الأسطوانة المشروخة المليئة، فمتى يفيق المخمور من نشوة الخمرة.