الحوار السياسي يتأجل في موريتانيا بسبب زيارة الرئيس للداخل وإضرابات عمال المناجم

ثلاثاء, 2015-03-17 15:10

«القدس العربي»: أدت زيارة مطولة من عشرة أيام بدأها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أمس لمناطق الشرق الموريتاني، مضافة لفشل مفاوضات بين الحكومة ومئات المضربين من عمال شركة «اسنيم» أكبر شركة منجمية في البلاد، لتأجيل الحوار السياسي الذي ينتظره الجميع بفارغ صبر لحل الأزمة التي تشهدها موريتانيا منذ انقلاب آب/ أغسطس 2008.

وقد تجاوزت المعارضة الموريتانية المطبات التي اعترضت تحضيراتها للحوار حيث وقع قادة أقطابها الأربعة خارطة الطريق المقترحة للحوار، كما سمت الوفد الذي سيتولى تسليم هذه الخارطة لمندوب الحكومة المكلف بملف الحوار وهو مولاي ولد محمد الأغظف الوزير الأمين العام للرئاسة.

وأبلغت المعارضة بتأجيل استلام ممهدات الحوار لما بعد اكتمال زيارة الرئيس للولايات الشرقية التي تتوجس المعارضة خيفة من أهدافها وخلفياتها حيث تتداول إشاعات داخل أوساط المعارضة، بأن الرئيس سيمهد عبر زياراته الحالية، لاستفتاء شعبي لتعديل الدستور بما يتيح له البقاء في السلطة مدة أطول من المأمورية الحالية.

وتفند أوساط السلطة هذه الإشاعات وتؤكد أن جولات الرئيس الحالية مجرد اطلاع على أوضاع السكان وشرح للإنجازات المحققة.

ومما يعرقل البدء في الحوار اشتراط منتدى المعارضة الموريتانية التوصل لحل مشكلة إضراب المئات من عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم الممتنعين عن العمل منذ 47 يوما، حيث فشل وفد حكومي موريتاني خلال عطلة الأسبوع في التوصل لحل مشكلة هذا الإضراب الذي شل نشاط الشركة.

وتنشغل المعارضة حاليا بالموضوعات التي سيتناولها الرئيس الموريتاني في خطاباته المقررة في جولاته التي بدأها أمس.

فعلى أساس ما سيرشح من أفكار في هذه الخطابات ستتبين المعارضة الخلفيات التي دفعت الرئيس للهرولة نحو «حوار بلا خطوط حمراء».

وكالعادة واكب المدونون والمغردون الموريتانيون هذه التطورات حسب وجهات نظرهم حيث كتب المدون المعارض ابراهيم ولد خالد «.. ننتظر لنرى ما سيعلن عنه الديكتاتور الذي يذهب إلى الحوضين وهو يفكر في الاحتيال على روح الدستور الذي يضمن التناوب بعد كل مدتين رياسيتين من خلال الترويج لنظام برلماني غير ملائم لمجتمع قبلي بدوي ذي أعراق متعددة وليست له تقاليد ديمقراطية».

وأضاف المدون «فور إعلان الرئيس عن نواياه في ذلك الاتجاه يصبح من اللازم إطلاق حملة مكثفة ضده وضد من يؤيده من أجل التمسك بالدستور الذي أجمع عليه الشعب في استفتاء شفاف».

وحول إرجاء استلام شروط المعارضة كتبت المدونة منى بنت الدي «أرجأ ولد محمد الأغظف استقبال شروط المعارضة لأنه ورئيسه لم يعودا متحمسين للحوار ربما سيستعيضون عنه بالأعماق هذه المرة.»