صادقت الجمعية الوطنية، خلال جلسة علنية عقدتها مساء الإثنين، برئاسة رئيسها؛ محمد ولد مكت، على مشروع قانون المالية الأصلي لسنة 2025.
ويأتي مشروع قانون المالية لسنة 2025، المتضمن ميزانية الدولة للعام الجديد، والتي تتوازن في إيراداتها ونفقاتها عند مبلغ 116.872.310.000 أوقية، حيث حددت الحكومة مجموعة من الاهداف لمشروع قانون المالية لسنة 2025، من ضمنها التأكيد على التزام الحكومة بتحقيق الأولويات المنصوص عليها في برنامج رئيس الجمهورية من خلال مواءمة موارد الميزانية مع الطموحات الإستراتيجية، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الأساسية لا سيما في قطاعات الصحة والتعليم والمياه الصالحة للشرب والطاقة، وتطوير البنية التحتية في قطاعات النقل والطاقة والمياه، وتعزيز المدرسة الجمهورية من خلال تخصيص موارد معتبرة للتربية الوطنية، والإدماج الاقتصادي للشباب عبر العديد من برامج ريادة الأعمال والتكوين المهني ودعم الابتكار.
وطبقا لوزارة الاقتصاد والمالية فقد وضعت الحكومة مشروع قانون المالية لسنة 2025 على أساس توقعات نمو بنسبة 6%، معتمدة في تحديد هذه النسبة على ديناميكية القطاع الاستخراجي وبدء أنشطة تصدير الغاز، إضافة إلى التحسن الواضح في الإنتاج الزراعي.
وحسب المعطيات الواردة في تقرير لجنة المالية بالجمعية الوطنية سينتقل النمو على مستوى القطاع الأولي من نسبة 6,8% سنة 2024 إلى 5,17% سنة 2025، وهو ما يمثل عموما استقرارا للقطاع، وسيشهد القطاع الثانوي ارتفاعا في معدل نموه من 2,1% سنة 2024 إلى 4,32% سنة 2025؛ وتعود هذه الزيادة في معدل النمو إلى النشاط الكبير للقطاع المعدني وبدء تصدير الغاز، في حين سيواصل القطاع الثالث ديناميكيته مع معدل نمو سينتقل من 5,3% سنة 2024 إلى 4,03% سنة 2025.
ويخصص مشروع قانون المالية لسنة 2025 مبلغ 51 مليار أوقية لميزانية الاستثمار مقابل 42 مليار سنة 2024، ما يعني زيادة بمبلغ 9 مليارات أوقية، أما نفقات التسيير في مشروع قانون المالية لسنة 2025 فقد بلغت 65,68 مليار أوقية مقابل 65,95 مليار أوقية خلال سنة 2024، وهو ما يعني استقرارا في نفقات التسيير، أما الموارد الضريبية في مشروع ميزانية 2025 فتقدر بمبلغ 72,23 مليار أوقية مقابل 67,33 مليار سنة 2024، وهو ما يشكل ارتفاعا طفيفا.
وأوضح وزير الاقتصاد والمالية؛ سيد أحمد ولد ابوه، الذي مثل الحكومة خلال الجلسة البرلمانية، أن مشروع قانون المالية الأصلي لسنة 2025 يعكس رؤية طموحة لتنمية البلد، كما تعد هذه الميزانية واقعية وذلك بحكم أنها رصدت موارد على أساس فرضيات قابلة للتحقق. وبين أن مشروع قانون المالية الجديد تمت بلورته في إطار سياق اقتصادي كلي يتوقع أن يصل معدل نمو الناتج المحلي الخام 4,2%، مقارنة ب 4,6% سنة 2024، مبرزا أن تنفيذها سيمكن من مواصلة التحكم في ارتفاع الأسعار وحصره عند مستوى تحت 4%.
وأشار إلى أن رصيد الميزانية – الأولي- سيكون عند نسبة 1,44%، مقابل 1,12%، كما سيظل عجز الحساب الجاري في حدود 9%.
وقال إن متطلبات توجيه الموارد الداخلية إلى الاستثمار تهدف إلى أن يكون الاقتصاد قويا، قابلا للصمود أمام التقلبات الخارجية، فضلا عن كونه ذا قاعدة إنتاجية متنوعة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الموريتاني بحاجة إلى الصلابة والصمود وخاصة تلك الناتجة عن الأزمات الاقتصادية الدولية وغيرها.
وأضاف أن جهود الحكومة تركز على التحكم في وتيرة الإنفاق العمومي الموجه للتسيير، وتجنب الكُلفْ وتحديدها ومحاصرتها وتحجيمها في الميزانية العامة للدولة؛ مبينامختلف بنود صرف ميزانيات القطاعات وإراداتها، ومستعرضا نماذج من المشاريع التنموية التي تنفذها القطاعات الحكومية داخل كل ولاية من ولايات البلد.
كما عدد بعض المشاريع التنموية المبرمجة في عام 2025، منوها إلى أن الميزانية أداة تترجم رؤية البلد في العام المقبل وذلك ضمن مقاربة برامج ستنطلق في الأشهر الأولى من العام المقبل.