ازويرات / 46 يوما من الإضراب نقاط القوة و الضعف عند الطرفين

ثلاثاء, 2015-03-17 15:52

مرت 47 يوما على انطلاقة إضراب نسبة كبرى من عمال سنيم دون أن يتمكن الطرفان (المضربون وإدارة الشركة) من التوصل إلى حل ينهي الأزمة إلى حد الساعة.

المضربون يتشبثون باتفاق مكتوب تتعهد الشركة بموجبه بزيادة الرواتب وبعض الامتيازات الأخرى بينما تقول الإدارة إنها عند التزامها لكن طارئ انخفاض الأسعار يمنعها من تنفيذ ذلك الاتفاق في الوقت الحالي وتضيف بأن الإضراب غير شرعي إذا تم النظر إلى مساطر القوانين المنظمة للإضرابات.

مراسلون في هذه الورقة التحليلية تسعى إلى معرفة تأثير الإضراب وتبيين قوة وضعف الأوراق التي يمتلكها كل طرف في انتظار انجلاء الغمة التي تهدد أكبر قوة اقتصادية تمتلكها الدولة في الوقت الحالي.

التأثير على الإنتاج

رغم العدد الكبير من المضربين في ازويرات و التحاق نواذيبو بازويرات بعد شهر من انطلاق الإضراب فإن إدارة سنيم نجحت  في التخفيف من تأثير ذلك على الإنتاج إذ ساعدها وجود احتياطي معتبر من الخامات المستخرجة في ازويرات و عدم تزامن الإضراب في المدينتين و لم يحدث أن توقف الإنتاج بشكل نهائي إلا مدة يوم واحد كما عملت الشركة بأقصى طاقة ممكنة من خلال العدد المتبقي من العمال فيما يشبه التحدي و نجحت في ذلك إلى حد بعيد .

الإعلام

بدأت السيطرة واضحة للإدارة في بداية  الإضراب  لكن قدوم إحدى التلفزيونات الخاصة و مراسلي بعض القنوات الدولية و المواقع الموريتانية و لجوء المضربين إلى مواقع التواصل الاجتماعي رجح الكفة لصالح المضربين قبل أن تقوم الشركة بالاستعانة ببعض القنوات و المواقع لتوصيل حججها إلى الجمهور حيث أدى ذلك  إلى ما يشبه التوازن بين ماكينتي إعلام الطرفين .

الوقت

يمكن أن يكون الوقت عامل قوة و ضعف للطرفين.

ففي حين يمكن أن يؤثر على صمود المضربين بفعل ما قد يسببه الإضراب من واقع معيشي صعب و ما سينتج من إقناع لبعض المضربين بالعودة على مدى الوقت فإنه يمكن أن يكون عامل قوة للإضراب خاصة إذا ظل حاضرا في الإعلام أو نال تعاطفا مؤثرا من طرف قوى عمالية أخرى مما قد يسبب إزعاجا للدولة

الوقت أيضا يمكن أن يؤثر سلبا و إيجابا على وضع الشركة الحالي في تفادي أضرار الإضراب إذ قد يتسبب الإنهاك المستمر للعمال غير المضربين و نقصان بعض أعمال الصيانة في تراجع الأداء المميز كما قد يؤثر إيجابا إذا تمكنت الإدارة بشكل مستمر من إقناع و استقبال بعض المضربين حيث سيشكلون مددا تحتاجه الشركة لتقوية صمودها أمام العاصفة .

الحجج

لا يبدو تذرع المضربين باتفاق مكتوب حجة واهية كما لا يمكن في المنطق الاقتصادي القول بزيادة رواتب عمال مؤسسة تبيع بأسعار تقترب من سعر التكلفة .

الإدارة المحلية

إن أي تغيير في منطق تعامل السلطات الإدارية في ازويرات مع المضربين قد يشكل عامل إذكاء للإضراب أو بالعكس إنهاء له ويتوقف  ذلك على معنويات المضربين و اقتناعهم بما يفعلون.

الحوار

كل العوامل السابقة تعطي أرضية جيدة للحوار و من المؤكد أن كل طرف يتمنى مخرجا سريعا و لن يفرط في القبول بكل ممكن لكن هذا الحوار لن يكون فعالا و مجديا ما لم يبادر إليه الطرفان اللذان يتكلمان نفس اللغة و يفهمان بعضهما دون وسيط .

السياسة

يصر المضربون على أنه على لا علاقة لإضرابهم بالسياسة  إذ لم تنقل عنهم تصريحات أو مواقف سياسية خلال إضرابهم الطويل لكن السياسة التي يفرون منها قد تنقذ الموقف إذا بدأ التحرك الحثيث باتجاه الحوار بين المنتدى و الحكومة إذ سيحرص الطرفان على مناخ ملائم لهذا الحوار مما يعني بالتأكيد فعل كل المتاح لإنهاء الإضراب عن طريق حل معقول.

الفرص الضائعة

الفرص الضائعة لإيجاد مخرج للأزمة قد تساهم في تساقط محدود لبعض المضربين لكنها قد تؤدي إلى زيادة تشدد وعناد المتخندقين في الإضراب.

الحاضن الاجتماعي

تبين مع الوقت أن حاضنا اجتماعيا لا يستهان به يقف مع الإضراب و تجلى ذلك في إهداء الجزور و تقديم المساعدات من جميع المهن في ازويرات إلى جموع العمال المضربة لكن لوحظ توظيف الروابط الاجتماعية بفعالية من أجل تراجع بعض العمال و هو ما حصل في بعض الأحيان , و لا يخفى التأثير الاجتماعي في مواصلة بعض المضربين إضرابهم رغم عدم الحماس أو الاقتناع أحيانا حيث أصبح التنكيت على المتراجعين و وصفهم بالانبطاح  '' فضيحة '' يخشاها الكثيرون .

مفاتيح الحل

ضاعت فرصة ذهبية للاتفاق وهي النقاط التي اتفق عليها الموفد  با ببكر يحي مع المناديب ويعتقد  كثير من المراقبين أنها تشكل مخرجا معقولا من أزمة طال أمدها و لن يدفع ثمنها إلا الشركة و العمال أنفسهم.

و إذا تم تجاوز مسألة من المنتصر و من المهزوم فإن الحل سيجد طريقه إلي النور إذ هو ربما قريب لكن عناد الطرفين هو ما يجعله يبتعد أكثر فأكثر !