قال رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني "إن ترسيخ روح الحوار والحرص على المصالحات أصبح اليوم من ألح وآكد أولويات قارتنا الإفريقية نظرا لما تشهده من حروب ونزاعات واضطرابات اجتماعية وتنام مخيف لظواهر التطرف والعنف والإرهاب، فمن أنجع السبل لمواجهة التدهور المتعاظم للأمن والاستقرار في مجتمعاتنا الافريقية العمل على جعل الحوار مرتكزا أساسيا في منظومات حكامتها السياسية والاجتماعية.
فلم يعد لنا بد من استلهام ما يسخر به تاريخنا الإفريقي من تقاليد وممارسات اجتماعية عريقة في النقاش والمصالحات وفض النزاعات بالسبل السليمة تثبيتا للسلم الأهلي وترسيخا للانسجام المجتمعي وإسهاما في قيام الأمن والاستقرار عموما.
وإن الحوار ليكتسي أهميته بالغة من كونه يرسخ قيم الانفتاح والتسامح والاعتدال ويحرر من أوهام الخوف المتبادل ويؤسس لبناء ثقة متينة تكون دعامة واسعة لتعايش سلمي مستدام.
لذا حوّلنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية الحوار من مجرد آلية استثنائية يصار إليها كمنفذ أخير للخروج من حاد الأزمات إلى جزء أصيل من نمط حكامتنا السياسية والاجتماعية، ذلك أن الحوار من أقوى دعائم قيام مجتمع متصالح مع نفسه منسجم ومستقر، وهو بهذا المعنى يستوجب التزاما جماعيا وعملا دؤوبا للوقوف بحزم في وجه العاملين على نشر الكراهية وتخويف مكونات المجتمع بعضها ببعض".
وأضاف رئيس الجمهورية خلال حفل إشرافه على افتتاح فعاليات الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم "أن العمل المكثف على تقليص الهوة بين مختلف فئات المجتمع والتصحيح التدريجي لميزان العدالة الاجتماعية بمكافحة الفقر والإقصاء وبترسيخ دولة القانون والمساواة في الكرامة والحقوق وهو ما عملنا ونستمر في العمل عليه منذ بداية مأموريتنا.
بدوره قال رئيس منتدى أبوظبي للسلم، العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، خلال خطابه في افتتاح النسخة الخامسة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم اليوم الثلاثاء، إن القارة الإفريقية التي يعدها الكثير من الباحثين مستقبل العالم لما تزخر به من مقومات طبيعية وبشرية تتفاعل فيها اليوم عوامل اضطرابات داخلية وصراعات دولية تهب عليها من جميع الجهات، وتعيش المجتمعات الإفريقية في بعض الدول أسوأ فصول الموت والاضطراب التي عرفها العصر الحديث.
وشدد العلامة الشيخ عبد الله ولد بيّه على أهمية الحوار الذي اعتبره وسيلة مطلوبة في كل الظروف وعلى مختلف المستويات، فهو ضرورة قبل الحرب لتجنبها، ووقت الحرب لوقفها، وبعد الحرب للتخفيف من آثارها وضمان عدم عودتها.
وعبر رئيس منتدى أبوظبي للسلم، عن شكره للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والحكومة الموريتانية على الرعاية لهذا المؤتمر ولكل نسخه السابقة، وعلى ما يبذله من الدعم والمساندة والتأييد لجهود السلام في العالم وفي إفريقيا خاصة من خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي”.
وأشاد العلامة الشيخ عبد الله ولد بيّه بما قام به ضيف شرف المؤتمر هذه السنة الرئيس الإيفواري الحسن واتارا من “جهود مقدرة للم شمل شعب كوت ديفوار بعد ما كادت تعصف به حرب أهلية ضروس مما أهله للفوز بجائزة أفريقيا لتعزيز السلم هذه السنة”.
لمتابعة خطاب رئيس الجمهورية و خطاب رئيس منتدى أبوظبي للسلم إفتح الفيديو التالي :