اختتام فعاليات الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم( تقرير مصور)

خميس, 2025-01-23 18:43

اختُتمت اليوم الخميس، 23 يناير 2025، في العاصمة الموريتانية، نواكشوط؛ فعاليات الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، المنظم بالتعاون بين حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومنتدى أبوظبي للسلم، برعاية سامية، من صاحب الفخامة، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبرئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم. ونُظم الملتقى لهذا العام تحت شعار: "القارة الإفريقية.. واجب الحوار وراهنية المصالحات"، العديد من الوزراء وممثلي الحكومات الإفريقية ومئات العلماء والمفكرين والأكاديميين والخبراء، من كافة أنحاء القارة الإفريقية، والعالم. وناقش المشاركون في الملتقى الخامس على مدى ثلاثة أيام، الوضع الراهن في إفريقيا والحاجة إلى ثقافة الحوار وعقد المصالحات؛ استلهاما من الإرث الحضاري للقارة العريقة، وما يتيحه الواقع من اكتشافات علمية جديدة بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي؛ وكل ما يعين على فتح آفاق واسعة لبناء السلام وتعزيز قيم التسامح في المجتمعات الإفريقية. وقد ألقى معالي الشيخ العلامة عبد الله بن بيه، كلمة ختامية، قرأها فضيلة الشيخ أحمد النور محمد الحلو، مفتي جمهورية تشاد،  قدم فيها معالي الشيخ الشكر إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وللحكومة الموريتانية، على الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر. وجدد باسم المشاركين في المؤتمر لدولة المنطلق الإمارات العربية المتحدة، على الدعم والرعاية، ولدولة موريتانيا على كرم الاستضافة. وشدد معالي الشيخ عبدالله بن بيه على ضرورة أن يسهم هذا الملتقى وما بحث فيه في تفعيل أفكار السلم ومناهجه والانتقال به من حيز التنظير إلى واقع التجسيد داعيا المشاركين في المؤتمر أن يكونوا رسل سلام، وسفراء فوق العادة، لنشر رسالة السلم والوئام، حيث لا مبالغة في القول إن المجتمعات الإفريقية تعلق على هذه الجهود والأعمال آمالا عظيمة.

وفي الكلمة الرسمية الختامية للمؤتمر ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، سيدي يحي شيخنا لمرابط، خطابا استهله بالإشادة بمعالي العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه، معتبرا أنه نموذجُ العالم الذي يجسد سمات الخطاب الإسلامي الوسطي من التسامح في الاختلاف، والسعي إلى الصلح والتيسير على الناس وفهم الواقع.

وقدم معالي الوزير الشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية الشقيقة، على دعمها المستمر للمؤتمر؛ مثمنا الشراكة المثمرة بين الحكومة الموريتانية ومنتدى أبوظبي للسلم؛ مؤملا أن يسهم هذا المؤتمر ومخرجاته في اقتراح مبادرات فكرية وميدانية، لتعزيز ثقافة الحوار والمصالحات في قارتنا الإفريقية بشكل عام، وفي المناطق المتوترة بشكل خاص.

كما شكر معالي الوزير المشاركين والضيوف جميعا على تلبية الدعوة، مثمنا ما جرى من التباحث بينهم حول ما يجري في إفريقيا من صراعات ونزاعات، وما يمكنهم أن يسهموا به في هذا الشأن، لصناعة خطاب مشترك يعزز ثقافة الحوار والمصالحات في المنطقة، ويقف في وجه خطابات الكراهية والتطرف والتأزيم واستغلال الدين في العنف والقتل.وقد أصدر الملتقى بيانا ختاميا، قرأه معالي وزير الأوقاف المصري السابق، فضيلة الشيخ محمد مختار جمعة مبروك، رفع فيه المشاركون في الملتقى الخامس لـ" المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" صادق شكرهم وجزيل عرفانهم لحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية على رعايتها الكريمة، وأسمى عبارات امتنانهم إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على كريم العناية وجميل الرعاية التي حظي بها ضيوف هذا المؤتمر.ورفع المشاركون في الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم الشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعبا، على مبادراتها الإنسانية النبيلة، وعلى الجهود الحميدة التي ما فتئت تقوم بها باعتبارها أرض السلام والتسامح والتعايش.كما توجه المشاركون أيضا بجزيل الشكر والتقدير لفضيلة العلامة الإمام عبد الله بن بيه على رعايته وتوجيهه وإرشاده، وبعظيم الامتنان كذلك إلى القائمين على المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، على جهودهم المتميزة في إنجاح أعمال النسخة الخامسة.وتضمن البيان الختامي عدة توصيات، خلُص إليها المشاركون، بعد ثلاثة أيام متتالية من النقاش والمحاورات؛ وذلك على النحو التالي:

1 - إطلاق شبكة إفريقية للحوار والمصالحة، فتنشأ منصة رقمية متعددة اللغات، تضم العلماء والمفكرين والقيادات المجتمعية من مختلف دول القارة تهدف الشبكة إلى توفير مساحة تفاعلية لتبادل الخبرات والنماذج العملية للمصالحات، وإلى تقديم حلول مبتكرة وتسترشد بالمعرفة المحلية لحل النزاعات، وإلى دعم التواصل بين الأطراف المتنازعة باستخدام تقنيات الترجمة الفورية لتعزيز الفهم المتبادل.

2 - إطلاق برنامج تدريبي متكامل للشباب والنساء في الوساطة المجتمعية؛ يستهدف تمكين الشباب والنساء في المناطق المتضررة من الصراعات من اكتساب مهارات الحوار وحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في جهود المصالحة على المستويين المحلي والإقليمي، ودعمهم ليصبحوا وسطاء فاعلين في مجتمعاتهم بالتعاون مع المؤسسات الدينية والحكومية.

3 - إنشاء صندوق دعم المصالحات والتنمية المحلية تأسيس صندوق إفريقي مشترك بتمويل من الحكومات والشركاء الدوليين، يُخصص لدعم مبادرات المصالحات القبلية، والمجتمعية في القارة الافريقية، وتمويل برامج التعليم والتدريب في المناطق التي تشهد نزاعات.

4 - تطوير نظام ذكاء اصطناعي لتحليل النزاعات وإدارة المصالحات، والتعاون مع شركات تكنولوجيا دولية لتطوير تطبيق ذكي قادر على تحليل جذور النزاعات بناءً على بيانات تاريخية واجتماعية واقتصادية، لتمكين الجهات المعنية من اقتراح حلول مخصصة لكل نزاع بناءً على معايير علمية وإنسانية.

5 - إطلاق جوائز سنوية محلية للمصالحة والحوار في إفريقيا تمنح لأفضل المبادرات المجتمعية والفردية التي نجحت في حل نزاعات طويلة الأمد، أو تقليل حدة التوترات في مناطق النزاع، وفي تعزيز الحوار بين المكونات المجتمعية المختلفة، ودعم ثقافة السلم بوسائل إبداعية تجمع بين الإرث الحضاري الإفريقي والابتكار.

6 - استحداث لجنة للحوار والمصالحات والتنمية، تجمع بين الحكماء والوجهاء والعلماء في كل بلد، وتعنى بالوساطات والمصالحات لفض النزاعات سواء كان مردها إلى ضغائن تاريخية أو عصبيات عرقية وقبلية أو كان سببها الفكر المتطرف والإرهاب. ومن وظائف هذه الهيئة المقترحة التكوين7 - تطوير مقرر دراسي بعنوان "ثقافة الحوار"، في المدارس والمعاهد الحكومية ومؤسسات التعليم الشرعي العتيق على مستوى القارة الافريقية.

8 - إنشاء مركز متخصص للحوار يتبع المؤتمر الافريقي لتعزيز السلم، وإصدار مجلة السلم الإفريقية وتكون خاصة بالقارة ويكتب فيها أبناء القارة الإفريقية.

9 - إعداد برنامج صيفي للمشاركين يتضمن دورات تدريبية وتكوينية على مفاهيم السلم وقيم التسامح ومصطلحات الحوار، لتزويدهم بعدة مفهومية وأدوات حجاجية، تساعد على قوة البراهين والقدرة على الإقناع، ليقوم المشاركون بالدور المرجو منهم في الحوار والصلح.

10- كتابة ميثاق إفريقي للحوار، يتضمن مجموعة من الأسس والمبادئ الحاكمة، وتشكل أرضية للتوافق بين الساعين إلى الإصلاح والمصالحة في إفريقيا، ويكون هذا الميثاق دستورا ومرجعا للمتحاورين في القارة، ومائدة إفريقيالميثاق دستورا ومرجعا للمتحاورين في القارة، ومائدة إفريقية عالمية يجلس إليها كل محتاج.