أكدت سفيرة موريتانيا في آديسابابا و مندوبتها الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي السيدة خديجة بنت امبارك فال امام اجتماع حصاد التعاون بين اليابان و أفريقيا المنعقد يوم الجمعة الماضي أن هذا اللقاء ، كان فرصة ثمينة لتبادل الرؤى واستعراض التطلعات المستقبلية، من خلال نقاشات مثمرة تناولت محاور هامة كالتنمية المستدامة والأمن الغذائي، وتمكين المرأة والشباب، وتوسيع نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص بما يشكل رؤية طموحة تعكس تطلعات القارة الأفريقية للتعامل مع التحديات الكبرى، واستثمار الفرص الواعدة، كما أنها تمثل نقطة انطلاق نحو آفاق جديدة من الشراكة بين اليابان وأفريقيا.
وقالت إن التحديات التي تواجهها أفريقيا اليوم، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، أو بيئية، تتطلب من الجميع التزامًا قويًا وشراكات مبتكرة.
ومن مشيرة انه من خلال "تيكاد"، يمكن بناء مستقبل مشترك يجمع بين الخبرة اليابانية والإمكانات الأفريقية، لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تترك أثرًا إيجابيًا على حياة الملايين.
وفيما يلي نص الكلمة:
"يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذا اللقاء الذي يجمعنا للاحتفاء بمسيرة مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد)، والذي أصبح منذ انطلاقته عام 1993 منصة محورية لتعزيز التعاون بين اليابان والقارة الأفريقية، ولصياغة شراكات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل والالتزام المشترك بالتعاون المثمر، كما يُعد أحد أهم أطر التعاون الدولي لتعزيز التنمية المستدامة والشاملة في أفريقيا.
لقد كان اجتماع وزراء خارجية تيكاد الأخير الذي عُقد في طوكيو يومي 24 و25 أغسطس 2024، تأكيدًا جديدًا على الأهمية المتزايدة التي توليها اليابان وأفريقيا للعمل المشترك لتحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما يضمن تحقيق تطلعات شعوبنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا. كما كان فرصة ثمينة لتبادل الرؤى ومناقشة التطلعات المستقبلية، حيث شهد نقاشات مثمرة تناولت محاور هامة كالتنمية المستدامة، الأمن الغذائي، تمكين المرأة والشباب، وتوسيع نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
أيها السيدات والسادة
تكتسب قمة تيكاد التاسعة، المقرر عقدها في أغسطس 2025 بمدينة يوكوهاما، أهمية خاصة، فهي ليست مجرد استمرار لمسيرة التيكاد فقط، بل هي فرصة تاريخية لصياغة رؤية طموحة تعكس تطلعات القارة الأفريقية للتعامل مع التحديات الكبرى، واستثمار الفرص الواعدة، كما أنها تمثل نقطة انطلاق نحو آفاق جديدة من الشراكة بين اليابان وأفريقيا، وستكون منصة لتوطيد علاقاتنا، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات أساسية مثل التحول الرقمي، تغير المناخ، الأمن الغذائي، الطاقة المتجددة، وتمكين الشباب والنساء.
كما نتطلع إلى أن تكون القمة علامة فارقة في صياغة حلول مبتكرة تستجيب لتحديات العصر. هذه الحلول لن تقتصر على تلبية احتياجات أفريقيا فحسب، بل ستساهم في معالجة قضايا عالمية تتطلب منا جميعًا العمل المشترك.
أيها السيدات والسادة،
إن التحديات التي تواجهها أفريقيا اليوم، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، أو بيئية، تتطلب منا جميعًا التزامًا قويًا وشراكات مبتكرة. ومن خلال تيكاد، نؤمن بأننا قادرون على بناء مستقبل مشترك يجمع بين الخبرة اليابانية والإمكانات الأفريقية، لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تترك أثرًا إيجابيًا على حياة الملايين.
وفي هذا السياق، أود أن أشيد بدور اليابان كحليف مخلص وشريك قوي لأفريقيا، حيث أثبت على مر العقود التزامها بتعزيز التنمية، ودعم السياسات التي تضع الإنسان في صلب أولوياتها. كما أشيد بالدور البارز الذي تلعبه الأطراف المشاركة في تعزيز التعاون ضمن إطار تيكاد.
أصحاب السعادة، أيها الحضور الكريم،
إن قمة تيكاد التاسعة ليست فقط فرصة لتعزيز التعاون، بل هي دعوة لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية مثل الفقر، تغير المناخ، والصراعات. ونحن على ثقة بأنها ستكون علامة فارقة في مسيرة الشراكة بين اليابان وأفريقيا، وستفتح آفاقًا جديدة من التعاون القائم على الابتكار والشمولية.
وفي الختام، أجدد الدعوة لجميع الشركاء للعمل يدًا بيد لضمان نجاح قمة تيكاد المقبلة، ولتحقيق أهدافنا المشتركة في بناء قارة أفريقية أكثر ازدهارًا واستدامة، وشراكة عالمية أقوى وأكثر تأثيرًا.
و أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.