هل يكون ولد هميّد خليفة عزيز المنتظر؟ / سيدي محمد ولد محمد المختار

خميس, 2015-03-19 14:28

لم استوعب كحال العديد من المراقبين والمهتمين بما يحدث في الساحة السياسية الوطنية، اصطحاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لرئيس حزب الوئام "المعارض" بيجل ولد هميّد في جولته في الحوضين وضمن الوفد الرسمي، خصوصا وأن الأخير لا ينحدرُ من المنطقة..

غير أن الحدث الذي فاجئ الرأي العام وطرح اكثر من علامة استفهام!!، في ظل الحديث عن نيّة الرئيس - في حال نجاح الحوار السياسي المرتقب -، والاتفاق على رئاسيات سابقة لأوانها، ترشيح احد رجالاته المخلصين لمغادرة القصر الرمادي إما بأيادي بيضاء، او بعودة من الباب الواسع،..

وعلى الرغم من أن أسماءاً قد طفت على السطح واتسع تداولها في الصالونات قبل ان تتناولها اوسائل الاعلام على نطاق واسع، كالوزير الاول السابق مولاي ولد محمد لغظف، وخلفه يحي ولد حدأمين، بالاضافة الى رفيق درب الرئيس اللواء الركن محمد ولد الغزواني، وعمدة ازويرات الشيخ ولد بايّ، إلا أن اسم الوزير السابق ومهندس حوار 2011 بيجل ولد هميّد لم يخطر على بالِ احد وإن كان في استجلابه للنعمة "مآرب" قد لا يُكشفَ عن كُنهها على الأقل في الوقت الراهن !!

ومع أنني ممن يستصيغون وجود علاقة خاصة بين بيجل ولد هميّد والرئيس ولد عبد العزيز؛ والادلة على ما ذهبت إليه عديدة ومتنوعة، (المهادنة، استدراج ابرز المعارضين) رغم إيهامنا بالعكس، فإنني لا استبعد أن يكون الرئيس وفي خضمّ زياراته المقررة لكافة ولايات الوطن قد وقع اختياره على ولد هميّد؛ وإن كان في تلك الخطوة إصابة عصفورين بحجر واحد، فالرجل علاوة على كونه محلّ ثقة عند ولد عبد العزيز، فقد استطاع بطيبوبته ونضجه السياسي أن يظل محطٓ احترام وتقدير من لدن كافة مكونات المجتمع، كما أن ولد هميّد إن قُدِّم سيكون اول رئيس لموريتانيا ينحدر من العرب السود "لحراطين" وفي ذلك اعادة اعتبار لشريحة مهمة طالما عانت الغبن والتهميش..

من المرجح أن يكون ولد عبد العزيز؛ وهو من حشٓر ولد هميّد ومن وراءه ما بات يعرف باحزاب "الميثاق" في الزاوية!؛ من خلال حرصه على التحاور مع طرف المعارضة الآخر - وهو تنصل واضح من مخرجات حوار 2011، قد اصطحبَ  الرجل في جولته الطويلة كنوع من إعادة الاعتبار، غير أنه من غير المنطقي ان تُفهم "رفقة" الرجلين -هذه- بتلك السطحية، ولا بالبراءة التي لم نعتدها كمتابعين من تصرفات الرئيس محمد ولد عبد العزيز المثيرة للجدل في اغلبها، لكن مما لاشك فيه أننا كموريتانيين على موعد مع مفاجئات من العيار الثقيل.