انعقاد الاجتماع الإقليمي حول حماية معارف وخبرات حرف الصناعة التقليدية (تقرير مصور + فيديو)

ثلاثاء, 2025-04-08 18:17

 انعقد، اليوم (الثلاثاء) في مقر الأكاديمية الدبلوماسية بنواكشوط، الاجتماع الإقليمي حول حماية المعارف والخبرات المتعلقة بحرف الصناعة التقليدية، الذي ينظمه مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في الرباط؛ عاصمة المملكة المغربية، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).

ويتناول اجتماع نواكشوط الإقليمي، الذي يدوم ثلاثة أيام، حماية الحرف اليدوية المهددة بالاندثار في دول المغرب العربي وكذا عروضا يقدمها مهنيو الصناعة التقليدية.

ولدى افتتاحه أعمال اللقاء أعرب وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف؛ محمد ماء العينين ولد أييه، عن شرف موريتانيا الكبير باختيارها لاستضافة هذه التظاهرة التي تدخل في إطار اتفاقية التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو 2003 التي تنص على ضرورة سعي كل دولة في إطار أنشطتها الرامية إلى حماية التراث الثقافي غير المادي، إلى ضمان أوسع مشاركة ممكنة للجماعات والمجموعات المحلية والأفراد، وذلك من أجل المحافظة على هذا التراث وصونه ونقله إلى الأجيال القادمة وضمان إشراك الجميع بجدية في إدارته” مؤكدا أن جهود موريتانيا في منطقة المغرب العربي ظلت حثيثة في تجسيده من خلال التعريف بمختلف عناصر هذا التراث الثقافي غير المادي الموجود على أراضيها وتوثيقه وإجراء البحوث بشأنه والمحافظة عليه وحمايته وتعزيزه ونقله بمختلف الوسائل.

وقال ولد أييه إنه، تأكيدا لهذا المسعى، يتزامن انعقاد الاجتماع اليوم مع إطلاق إعداد موسوعة وطنية للصناعة التقليدية الموريتانية، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية؛ محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أولى اهتماما خاصا بالصناعة التقليدية ضمن برنامجه الانتخابي. وأوضح أن الحكومة عكفت على إعداد برنامج للنهوض بالصناعة التقليدية يأخذ بعين الاعتبار مختلف أبعادها، سواء منها المرتبط بدورها الثقافي في حفظ التراث، أو دورها الاقتصادي في خلق الثروة ومواطن الشغل وتوفير السلع والخدمات، أو دورها الاجتماعي في العناية بفئات كبيرة من المنتجين يضعهم تطور وسائل الإنتاج وطبيعة أنماط الاستهلاك أمام تحديات جمة.

بدوره بين وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان؛ الحسين ولد مدو، الناطق باسم الحكومة، أن موريتانيا غنية بتراث لامادي متنوع، تجسده أشكال التعبير الشفهي، والمهارات التقليدية والممارسات الثقافية، والفنون الشعبية، والوسائل المرتبطة بالطبيعة والمجتمع.

وأضاف أن موريتانيا عملت في السنوات الأخيرة، بتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، وبمتابعة مباشرة من حكومة الوزير الأول المختار ولد اجاي على تثمين هذا التراث وإعطائه مكانته اللائقة ضمن السياسات الوطنية؛ حيث أنجز في هذا المجال، من بين ما أنجز؛ تسجيل كل من “المحظرة” و “ملحمة غالاديو” على قائمة التراث العالمي لليونسكو، كما تم اعتماد اللغة السونوكية لغة عابرة للقارات.

وأكد ولد مدو أنه تم إعداد سجل وطني شامل، لجرد عناصر التراث غير المادي، بالتعاون مع المجتمعات المحلية، وذلك وفق مقاربة تشاركية تحترم البعد الشعبي والأصالة، كما أطلقت مشاريع دعم وتكوين للصناع التقليديين، خاصة النساء في الأوساط الريفية، من خلال برامج تمويل صغيرة، ومراكز دعم للإبداع الحرفي، وأسواق محلية تُعنى بالتسويق التراثي؛ مثلت حاضنة للتراث الحي، وشملت مجالات عدة مثل النجارة، والنسيج، وصناعة الجلود، والخزف، والزخرفة، وغيرها من الصناعات التقليدية المهددة بالعديد من التحديات.

أما ممثل اليونسكو في المغرب العربي؛ إيريك فالت أن الاتفاقية 2003 الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي تم اعتمادها أكثر من عشرين عاماً، تجسيدا للالتزام المشترك بالقوانين الخاصة بحماية الأماكن الثقافية، مثمنا جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التي تدعم جهود المنطقة الرامية إلى حماية التراث الثقافي غير المادي في دول المغرب العربى خاصة في موريتانيا.

وأوضح الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم السيد محمد سيدي عبد الله، أن الحرف اليدوية هي الذاكرة الشعبية، التي تحكي عن تراث الأمة وتقدم حاجياتها خلال فترات مختلفة ومستوى الاختراع الذي وصلت إليه عبر رحلتها الابداعية، مبرزا أن الحرف اليدوية تشكل موردا اقتصاديا مهما ومصدرا للدخل، ومنحى من مناحي التنمية المحلية، وميدانا لإبراز مظاهر التنوع الثقافي والتعاضد الاجتماعي.

وأضاف أن هذا اللقاء يأتي ليجمع بين صناع القرار والخبراء والحرفيين، ومؤسسات دولية مشهود لها بالخبرة والكفاءة، وهو ما يقتضي وضع رؤية مشتركة ورسم آليات عملية لصيانة هذا التراث، وتطوير السياسات العمومية التي تضمن الحفاظ عليه.

وأكد التزام اللجنة بدعم هذا التوجه والعمل مع شركائنا في اليونسكو والألكسو، وكافة الهيئات الوطنية والإقليمية، من أجل إطلاق مبادرات فعالة تخدم هذا الهدف النبيل.

حضر انطلاق اللقاء الإقليمي سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا وخبراء من منظمة اليونسكو في المغرب العربي، وعدد من أطر قطاع التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف.