ليس باسمنا "تحتفلون"... يا شراذم الفرانكوفونية (تدوينة )

سبت, 2015-03-21 19:18

خوتي الكرام: ليعلم الجميع، أن تلك الاحتفالية الركيكة، والحفلة التنكرية الفاشلة، التي يقيمها عادة بعض الشراذم يوم 20 مارس من كل عام في نواكشوط بمناسبة ما يسمى "اليوم العالمي للفرانكوفونية" لا تمثل في الحقيقة إلا من يحضرونها، لأن الشعب الموريتاني الأصيل المعتز بهويته الثقافية وكرامته الوطنية، في حلٍّ من أن ينسب إليه هذا النوع من احتفاليات التبعية الرديئة.ليس باسمنا أبداً يُحتفل بلغة الاستعمار الظلامي الفرانكوفوني على هذه الأرض الأبية التي روى ثراها الآباء والأجداد بدمائهم الزكية مسطرين ملحمة فداء وجهاد في وجه جيوش فرنسا الاستعمارية. وليس باسمنا أبداً يقام ذلك الكرنفال الفاشل السخيف...

ولعلمكم الكريم لا تهمنا تلك الإحصائيات الكاذبة التي تنسب للمجرم الدولي والقاتل الجماعي الحقير عبده ضيوف، خادم فرنسا الذليل، ولا تلك المنظمة الإرهابية الثقافية المسماة "المنظمة الدولية للفرانكوفونية". ومن أراد أن يحتفل بالفرنسية فليفعل ذلك هناك، في فرنسا الميتروبوليتية، وليس هنا على أرض شنقيط...

أرض المنارة والرباط.اعلموا جميعاً، يا شراذم الفرانكوفونية، أن الفرنساوية على عكس ما تزعمون ليست لغة تواصل ثقافي عالمي، فهي التاسعة على مستوى العالم من حيث الانتشار، بعد العربية بأشواط، وهي الثامنة على الإنترنت بعد العربية أيضاً... وهي الثقافة شبه الوحيدة في العالم ذات الطابع الإلحاقي الإقصائي، وقد أدى طابعها الاستئصالي الانعزالي الظلامي إلى اختفاء عشرات اللغات في العالم، وخاصة في القارة الإفريقية.

وليست الفرنساوية اليوم أبداً رهاناً للتقدم ولا للانفتاح على العالم فهي لغة بائرة وشبه مهجورة، لا وجود لها تقريباً في قارة آسيا ولا في أستراليا، ولا في قارة أمريكا الشمالية (باستثناء إقليم كيبيك الكندي الصغير) ولا في قارة أمريكا الجنوبية، ولا حضور لها في أوروبا نفسها (باستثناء فرنسا وأجزاء صغيرة من كل من بلجيكا وسويسرا واللوكسمبورج).

وليست الفرانكوفونية أبداً منظمة لغوية أو ثقافية، فذلك دور الأكاديمية الفرنساوية، بل هي منظمة إيديولوجية سياسية مهمتها إيجاد اسم آخر لاستمرار استعمار فرنسا لمستعمراتها السابقة فيما وراء البحار، وفي إفريقيا خاصة، التي تتعامل مع زعمائها جميعاً -دون استثناء- على أنهم مندوبون سامون للأليزيه في دولهم التابعة.

وأخيراً، ليست الفرنساوية أبداً لغة عملية ولا علمية، وذلك لتعقد اشتقاقاتها وحمق قواعدها الصرفية، والإملائية.

وأيضاً لديناصوريتها وتخشبها الثقافي، ولغرورها وتكلسها، وتحجر عقلية نخبها الجامدة، ومخرجاتها الثقافية الكاسدة.ولذا، يا سادة يا كرام، ليس باسمنا أبداً تحتفلون بتلك الرطانة الفرنساوية المنقرضة... قرضها الله في الدنيا والآخرة.