
انقدت، اليوم (الخميس) في نواكشوط، أعمال ملتقى حول إطلاق مشروع التسيير المندمج للمناطق الجافة في موريتانيا، ينظم بالتعاون بين كل من وزارة البيئة والتنمية المستدامة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والصندوق العالمي للبيئة، بحضور الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية المكلف بترقية اللامركزية والتنمية المحلية، ورئيس جهة ادرار، وعمدة وادان.
ويرمي المشروع إلى رفع التحديات البيئية الناجمة عن النمو السكاني وعمليات القنص غير المشروع والاستغلال المفرط للموارد المائية الشحيحة والتلوث البلاستيكي من قبل السكان المحليين والسياح الأجانب وتلك التي تسببها النزاعات بين الإنسان والحيوانات المتوحشة والاستكشافات المعدنية وانتشار المحاور الطرقية التي سهلت وصول الناس إلى المحمية الطبيعية في قلب الريشات بشمال البلاد، والتي تضم منطقة رئيسية للتنوع البيولوجي (KBA)، وإلى الغاوية، في شمال ولاية آدرار.
كما يهدف المشروع إلى استعادة المنظومات البيئية المتدهورة باستخدام فنيات ملائمة للظروف الجافة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض والمحافظة على موائلها الطبيعية وتعزيز قدرة السكان المحليين على التسيير المستدام للموارد وتطوير بدائل اقتصادية تحترم البيئة.
ولدى افتتاحها أعمال الملتقى، بينت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة؛ مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، في كلمة بالمناسبة، أن مبادرة إنشاء مشروع التسيير المندمج للمناطق الجافة في موريتانيا التي قامت بها الحكومة بالشراكة مع صندوق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تجسد رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يولي أهمية بالغة للحفاظ على موروثنا البيئي وإشراك الجماعات المحلية في التسيير.
وقالت إن موريتانيا التي تحتضن امتدادات صحراوية شاسعة ومنظومات بيئية هشة، تواجه تحديات بيئية كبيرة تتمثل في التصحر وفقدان التنوع البيولوجي وندرة الموارد البيئة وبالرغم من ذلك، تحتضن هذه الأوساط الجافة مجموعة حيوانية ونباتية فريدة من نوعها تأقلمت مع ظروف قاسية لكنها مهددة اليوم بسبب الأنشطة البشرية والتغير المناخي؛ مبرزة أن مشروع التسيير المندمج للمناطق الجافة في موريتانيا "ليس مجرد مبادرة بيئية فحسب، بل هو التزام بمستقبل أكثر استدامة يتعايش فيه الإنسان والطبيعة في انسجام تام".
من جانبه استعرض ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ إيمانيال ادونسو، جهود البرنامج الأممي في دعم صمود المجموعات المحلية والتكيف مع التغيرات المناخية، آملا أن يساعد هذا المشروع في رفع التحديات البيئية ودعم والقدرات المحلية وتحسين ظروف عيش السكان المحليين.
وتابع المشاركون عروضا فنية حول مشروع التسيير المندمج للمناطق الجافة في موريتانيا وتمويلات الصندوق العالمي للبيئة في موريتانيا وأدوار ومسؤوليات كل الهيئات المنفذة والمشرفة على المشروع، وهي عروض تم تقديمها من طرف كل من السادة لي جبريل مدير المحميات والشاطئ، المدير الوطني للمشروع؛ محمد يحي ولد لفضل نقطة اتصال الصندوق العالمي للبيئة لدى وزارة البيئة والتنمية المستدامة، وممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ويتكون مشروع التسيير المندمج للمناطق الجافة في موريتانيا من ثلاث مكونات، تتعلق الأولى بإنشاء محمية جديدة في منطقة آدرار؛ فيما تتعلق المكونة الثانية بإقامة آلية تمويل مستديم لتسيير المحمية الجديدة؛ وتعنى المكونة الثالثة بتسيير المعارف، ودمج النوع الاجتماعي..
وتعتمد استراتيجية المشروع على تهيئة بيئة مواتية للحفاظ على الأنواع الرئيسية في ولاية آدرار، من خلال إنشاء محمية والتسيير المستديم للأراضي في نظم الإنتاج في المشهد المحيط.