طلب الرئيس محمد ولد عبد العزيز من إحدى الشخصيات السياسية على الأقل مساعدته في حملته لتعديل طبيعة النظام السياسي الموريتاني. انعدام الاستقرار ليس آتيا من الحدود بل من النظام الرئاسي، يجب أن نتحول لنظام برلماني كما لو أننا ننتقل من نظام غذائي إلى آخر.
إنها مسألة ذوق وحساسية ورغبة، ومجموعة أخرى من الغرائز المكبوتة. لا يزال هناك شيء يراه ولد عبد العزيز ويشعر به ويلمسه ويعرف كيف ينتزعه. مشاعر لا تقاوم لطفل آنذاك في تلك المناطق يتشبث بالمعلقة ويكشط بها بكل قوة مع أظافره المحددة في داخل المرجل.
من منا لا يذكر تلك الأصابع المسودة من ذلك الاحتراق، ونحن نمتص ونعاود امتصاص ما تبقى من نكهة. إنها قصة من الهواجس والنوبات، غيظ مكتوم ومتوهم لا مثيل له.
أشياء هنا غير قابلة للنقاش أو للمفاوضات، تعلو على الشعور والشعور عندما يواجه الإحساس غير المكتمل، فإنه يتضاعف ويزيد ويصل إلى أبعاد لا يمكن تصورها. سنضيع في النهاية بين الشعور والإحساس لندرك أنه لم يتبق هناك شيء.
لقد قال الرئيس أمام كبار ضباط الجيش إن برنامجه لم ينته. وهذا يشمل برنامجه للبلد ومشروعه الذي يحمله وطموحه الذي يسكنه. وهو ما يعني بقراءة ما بين السطور أنه يرى أن مأموريتان ليستا كافيتين لإتمام المهمة، فلا تزال هناك أشياء يتعين القيام بها. بقايا يلزم كشطها.
إنها غريرة مثيرة للألم والشفقة في آن.
إن قضايا المدارس وغيرها من المباني العامة مجموعة، تملك آلاف الأمتار المربعة من الأرض، وتتطلب الموافقات والتراخيص لا يمكن أن تنجز في ولايتين اثنتين وفقا للدستور فهناك إذن حاجة إلى نظام برلماني.
Biladi N: 786
ترجمة مركز الصحراء