
أشرفت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه اليوم الاثنين بنواكشوط، على إطلاق أشغال الملتقى رفيع المستوى حول تمكين المرأة في دول المغرب العربي، الذي تنظمه وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، بالتعاون مع منظمة المرأة العربية، خلال الفترة من 19 إلى 21 مايو الجاري.
وتم خلال افتتاح الملتقى تقديم درع تكريم من طرف منظمة المرأة العربية للسيدة الأولى مريم فاضل الداه عضو المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية.
وتخلل الحفل عرض مقطع مرئي عن المرأة العربية ومشاركتها الفعالة في الرفع من شأن المرأة والحلم العربي المشترك ومسيرة التمكين، وكذا عرض فيديو يظهر أبرز ما تحقق للمرأة الموريتانية من مكتسبات على كافة الأصعدة.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت السيدة الأولى إن اختيار تمكين المرأة المغاربية عنوانا لهذا الملتقى في هذا الظرف الحساس، يجسد وعياً عميقاً بضرورة تعزيز دور المرأة العربية في مسيرة التنمية، “فقد أثبتت المرأة في منطقتنا، على مر الأجيال، كفاءتها وإسهاماتها المشهودة في كل الميادين: من النضال التحرري إلى البناء الوطني، وإننا نؤمن بأن تمكين المرأة ليس ترفاً فكرياً، بل هو ضرورة حضارية وإنسانية تمليها العدالة، وتفرضها متطلبات التنمية المستدامة، فتحقيق مشاركة متكافئة للنساء في مواقع القرار، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية، شرط أساس لمجتمعات مزدهرة وشاملة”.
وأعربت عن سرورها بما استمعت إليه من عروض وكلمات تعكس الحضور القوي للمرأة العربية، وخاصة في بلدان المغرب العربي، مشيرة إلى أن موريتانيا تشهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة تمثيل النساء في البرلمان، والتي تجاوزت في بعضها 20%، منوهة إلى أنهم يسجلون أيضا تقدماً مشجعاً في نفاذ الفتيات للتعليم، لاسيما في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
وأضافت السيدة الأولى أن التحديات لا تزال قائمة، فمعدلات بطالة النساء ما زالت تفوق مثيلاتها لدى الرجال في أغلب البلدان العربية، كما أن تمثيلهن في القطاعات التقنية والعلمية لا يزال دون الطموح، رغم تزايد مشاركتهن في ريادة الأعمال والمشاريع الصغرى والمتوسطة.
وفي ذات السياق أكدت السيدة الأولى على أنهم يتطلعون إلى أن يكون هذا الملتقى فرصة لتبادل التجارب الناجحة، وتعزيز التعاون المغاربي والعربي في مجال السياسات الداعمة للنساء، عبر جلساته العلمية وورشاته التفاعلية، على أمل أن يخرج ببيان ختامي يحمل رسالة واضحة، مفادها أن المرأة العربية شريكة فاعلة في صناعة المستقبل، وقادرة على قيادة التغيير نحو عالم أكثر عدلاً وإنصافاً.
وأعربت عن شكرها لمنظمة المرأة العربية، وشرفها بعضوية مجلسها الأعلى، “وعلى رأسها الأستاذة الدكتورة فادية كيوان، تقديراً لجهودها المتواصلة في تعزيز دور المرأة العربية، ولحيويتها في قيادة عمل المنظمة بما يحقق أهدافها النبيلة”.
بدورها قالت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة السيدة صفية بنت انتهاه، إن التزام الحكومة بتمكين المرأة يترجم العناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للنساء، مؤكدة على حرص فخامة رئيس الجمهورية في برنامجه الاجتماعي “طموحي للوطن” على تعزيز تمثيل النساء في دوائر صنع القرارات الإدارية والسياسية وتعزيز نفاذهن للقروض والملكية العقارية وفرصِ الشغل.
وعبرت عن فخرهم واعتزازهم بالدور الكبير الذي تقوم به السيدة الأولى مريم فاضل الداه لمناصرتها الدائمة لتمكين المرأة ودعم ولوجها للمناصب القيادية وترقية مشاركتها السياسية، مشيرة إلى أن خير دليل على ذلك ترؤُسها للمبادرة الوطنية الكبرى التي أطلقت قبل الانتخابات البلدية والبرلمانية سنة 2023 تحت شعار: “أنصار التمكين السياسي للمرأة الموريتانية”، منوهة إلى أن هذه الحملةُ أسفرت عن نتائج كبيرة في هذا المجال.
ومن جانبها أوضحت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، السيدة فاديا كيوان، أن حضورهم للتظاهرة نابع من الإحساس العروبي العفوي، إضافة لتعزيز ودعم التواجد والحضور العربي، مبرزة أن عنوان هذا اللقاء يعبر عن وعي بالمسؤولية، موضحة أنه على النساء السعي الدؤوب لتحقيق إدماج قضايا المرأة في التشريع والسياسات العامة.
وثمنت دور النساء المغاربيات وحضورهن المميز ودفاعهن الجاد عن قضايا المرأة وضرورة إشراكها، مشيرة إلى مبادرات في هذا السياق من زعماء عرب لإنصاف المرأة وتبوئها مكانتها اللائقة، باعتبارها الضامن الحقيقي لتطور المجتمعات.
ومن المقرر أن يتضمن المؤتمر، الذي يدوم ثلاثة أيام، جلسات علمية وطاولة مستديرة حول التمكين السياسي للمرأة وورش عمل حول إدراج قضايا المرأة في التشريعات والسياسات العامة.
جرى إطلاق الملتقى بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي السلطات الإدارية والأمنية بولاية نواكشوط الغربية، ووزيرات من بعض الدول العربية المنتسبة للمنظمة، ولفيف من النساء العاملات في مجالات مختلفة.