المدرسة الوطنية للإدارة تنظم الحلقة التاسعة من سلسلة "لقاء التجربة"

سبت, 2025-05-24 16:49

نظّمت المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، صباح اليوم السبت 24 مايو 2025، الحلقة التاسعة من سلسلة "لقاء التجربة"، التي أطلقها المدير العام للمدرسة، الدكتور محمد يحيى ولد السعيد، مطلع مارس الماضي، ضمن جهود المؤسسة لتعزيز الثقافة الإدارية والقانونية، وترسيخ الفهم المؤسسي لدى التلاميذ الموظفين، من خلال الاطلاع على تجارب شخصيات وطنية بارزة في مجالات القضاء والإدارة العمومية والمالية والدبلوماسية والاقتصاد.

واستضافت حلقة اليوم الإداري والقاضي السابق، امحماده ولد اميمو، خريج المدرسة الوطنية للإدارة، الذي استعرض مسيرته المهنية الثرية، التي تنقّل فيها بين مناصب عليا في الإدارة والقضاء، بدءًا من التسيير الإداري العادي، مرورًا بتقلده مناصب هامة، من بينها والي، ومدير إداري ومالي بوزارة الداخلية، ثم أمينًا عامًا لها، ومديرًا للإدارة الإقليمية، قبل أن يُعيَّن مستشارًا بالغرفة الإدارية في المحكمة العليا.

وأكد المحاضر، خلال عرضه، على مجموعة من المبادئ والتوجيهات التي ينبغي أن يتحلى بها الموظف العمومي، مشددًا على أن اختيار الوظيفة العمومية يعني الالتزام بخدمة المواطن، وضرورة ترك انطباع إيجابي لدى كل من يتعامل معه. كما شدد على أهمية واجب التحفظ، وروح الالتزام، والاستعداد للتضحية في سبيل الصالح العام.

وفي معرض حديثه عن التسيير، قال: "طريق الدولة هو القانون، ومن حاد عنه لا مبرر له، وسيحاسب وفقًا للقانون"، كما دعا التلاميذ الموظفين إلى ضرورة الإلمام بتاريخ البلاد، لا سيما المناطق التي يُكلَّفون بإدارتها، مؤكدًا أهمية أن يكون الحاكم في انسجام وتعاون مع العمدة، لما لذلك من أثر مباشر في فعالية العمل الإداري المحلي.

وقد شهدت الحلقة تفاعلاً لافتًا من التلاميذ الموظفين، حيث طُرحت أسئلة متنوعة حول عدد من القضايا الحيوية، من أهمها: أبرز حالات النزاع الجماعي وآليات التعامل معها، أسلوب تواصل الإداري مع المواطنين، وكيفية تعاطيه مع مشاكلهم، إدارة الحدود، اتفاقية موريتانيا ومالي لسنة 1963، إضافة إلى طلب نصائح موجَّهة للموظفين الجدد، ومناقشة قضايا اللامركزية.

وفي ختام اللقاء، عبّر المدير العام للمدرسة، الدكتور محمد يحيى ولد السعيد عن تقديره للضيف على ما قدّمه من عرض غني وملهم، مؤكدًا على أهمية استلهام العبر من هذه التجارب الوطنية المتميزة، داعيًا التلاميذ الموظفين إلى التمسك بالأمل والطموح، والاجتهاد في أداء المهام. مضيفا أن "الإدارة تبحث دائمًا عن الموظف المتفاني في عمله، والمتميّز بكفاءته وانضباطه ومسؤوليته"، لافتًا إلى أن الإدارات تتسابق إلى استقطاب هذه النوعية من الموظفين، محذرًا في الوقت ذاته من الإحباط والتراخي، ومشددًا على أن الموظف هو مرآة مؤسسته، ويجب أن يعكس صورتها الحقيقية من خلال سلوكه وجديته.

وقد حضر إلى جانب المدير العام نخبة من أعضاء الطاقم الإداري والتربوي بالمدرسة.