الوزير حننه ولد سيدي، القوة الهادئة..

جمعة, 2025-05-30 12:05

حاصل على الباكالوريا في الرياضيات، و شهادة الدراسات الجامعية في الحقوق، وماجستير في العلوم الإدارية و العسكرية...

تولى في سبتمبر 2018 قيادة القوات المشتركة لدول الساحل الخمس (G5)التي أنشأتها دول الساحل الإفريقي (موريتانيا و‌ مالي و‌ النيجر و‌ بوركينا فاسو و‌ تشاد) عام 2017، حيث كان أول ضابط موريتاني يتولى هذا المنصب الرفيع، بكل جدارة و استحقاق.

يتكئ وزير الدفاع و شؤون المتقاعدين و أبناء الشهداء حننه ولد سيدي، إضافة إلى عمقه الثقافي و الاجتماعي، على عقود من العسكرية الممتازة، ما بين ضابط ميدان و قائد وحدات و مناطق عسكرية و مراكز تدريب و إدارة عمليات، إلى قيادة الجيوش، ثم وزيرا للدفاع، حيث لم يخرج عن نطاق تكوينه العسكري المنضبط و لا عن تأهيله الإداري العالي، محافظا على سمعته الشخصية و المهنية من الصراعات و المهاترات، متجاوزا إكراهات المنصب بكل احترافية، حيث لم يعلم عنه تنازع مخل بالوظيفة، و لا تنافس خارج عن إطاره المهني، و لم يعرف عنه تلبس بشبهة الثراء من المال العام و لا اصطفاف على أساس الانتماء القبلي و الجهوي.

و يعتبر الوزير حننه ولد سيدي من أبرز الضباط و القادة العسكريين الذين حافظوا على مهنيتهم طوال مسيرتهم العسكرية، مشفوعا بتكوينه الاحترافي الذي حرص على أن يكون أساسا لاستغلال علاقاته الدولية في تحديث و تطوير منظومة الجيش و الدفاع عموما، من حيث العدة و العتاد و الإعداد و التكوين البشري و تزويد البنية التحتية و اللوجستية بأحدث الوسائل و أكثرها تطورا، مما أتاح للجيش الموريتاني جاهزية استثنائية في المنطقة للتصدي للإرهاب و الجماعات المسلحة التي تجوب تخوم الصحراء شرقا و غربا، و تفتك بجيوش محيطنا الإقليمي، لكنها تحسب ألف حساب لوحدات الجيش الموريتاني المجهز و المكون على مواجهة الأخطار بكل قوة و حزم و امتلاكه زمام المبادرة و الحسم في الميدان.

منذ تأكيد ثقة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فيه، بتوليته حقيبة الدفاع، شهد هذ القطاع السيادي تحولا نوعيا في التعاطي مع العنصر البشري من مختلف الرتب، تحفيزا و تشجيعا و مواساةً و مؤازرةً في الظروف الإجتماعية و الإنسانية الحساسة و الدقيقة، حيث تكريم عوائل الشهداء و تَصَدُّرِ أبنائهم المشهد العسكري عرفانا بالجميل لتضحيات آبائهم من أبناء المؤسسة العسكرية، و العناية بالمصابين في الحوادث المهنية، و مواساةِ من مات آباؤهم دفاعا و ذودا عن حياض الوطن.

و نظرا لأهمية التنسيق الدولي في مجال الدفاع المشترك و تبادل الخبرات و مواكبة التطور التكنلوجي في مجال القوة العسكرية، ظل الوزير حننه ولد سيدي حريصا على حضور جميع الفعاليات العالمية ذات الصلة بتقوية بنية الجيش الموريتاني، كان آخر تلك الفعاليات الكبرى مشاركته في 13مايو الجاري، في فعاليات المؤتمر  الدولي لبحث سبل دعم و تعزيز دور بعثات حفظ السلام في العالم، المنعقد بالعاصمة الألمانية برلين، المنظم بالتعاون بين الأمم المتحدة ووزارتي الخارجية و الدفاع الألمانيتين، بمشاركة وزراء خارجية ودفاع نحو 130دولة، و قد أجرى معاليه مباحثات ثنائية مع السيد بوريس بيستوريوس وزير الدفاع الألماني، و لقاءات مع وزراء دفاع إيطاليا و رواندا، بالإضافة إلى وزيرة الدولة لدى وزارة الخارجية الألمانية، و الأمين العام لوزارة الدفاع الإسبانية سبيلا إلى استزادة جيشنا الوطني تكوينا و إعدادا و خبرة..

و حرصا منه على مواكبة التقدم التكنلوجي الوثيق بتطوير العتاد العسكري شارك معالي الوزير في معارض و دورات متقدمة في دول عديدة من جميع القارات كان آخرها حضوره اللافت يوم الإثنين 12مايو 2025، فى فعاليات الدورة الرابعة من معرض الدفاع و الأمن الدولي، المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد.و قد اطلع معالى الوزير، رفقة معاونيه على أحدث التطورات في مجال تكنولوجيا الدفاع و الأمن، و شارك في المعرض المذكور عدد كبير من المؤسسات و الشركات المصنعة من مختلف أنحاء العالم و اطلع الوزير بنفسه على العديد من المنصات البرية والبحرية و الجوية، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة الخاصة بالأمن السيبراني و تطبيقات الذكاء الاصطناعي و الطائرات المسيرة، و أنظمة المحاكاة و الابتكارات ذات الاستخدام المزدوج، مؤكدا على حرص منظومة الدفاع الوطني على تطويع كل تلك التقنيات و الاستفادة منها في خطة الإصلاح التي يقودها بنفسه.

و في مجال الدبلوماسية العسكرية يشهد مكتب الوزير على مدار الساعة اجتماعات و تنسيق مع خبراء محليين و دوليين، و سفراء الدول الشقيقة و الصديقة من أجل تطوير التعاون المشترك في مجال الخبرة العسكرية و الدفاع.

إنها القوة الهادئة و العمل الإداري الدءوب المحاط بالتصميم على ترسيخ مبادئ الجندية و القيادة التي تؤمن أن الجاهزية هي صمام أمان الحدود، و الضامن الأول للاستقرار الداخلي و حماية الثروات و توطيد السيادة الوطنية..

إنها الحكمة في التعامل مع الملفات الحساسة بعيدا عن غبار المعارك الجانبية و نزوات التسلط الفردية، فحنكة الوزير حننه ولد سيدي و خلفيته الأخلاقية، تلقي بظلالها على كل خطوة يخطوها في حملة الإصلاح التي يديرها بكفاءة و مهنية، و قد أوصل الدفاع الموريتاني إلى ما وصل إليه من جاهزية عالية و قوة احترافية بفضل رص صفوف معاونية و العمل بروح الفريق و البعد التام عن الحسابات الضيقة في التعامل مع جميع الملفات،و لم يكن ذلك ليتحقق إلا بفضل من الله، ثم منح الثقة في الوطنيين الصادقين من أمثال الوزير حننه ولد سيدي.

الأستاذ/حمزه المحفوظ