عندما يبلغ الإحتقان السياسي ذروته , وتصبح المصلحة العليا للوطن على المحك . تكون الحاجة ماسة إلى أصحاب العقول النيرة والنيات الحسنة من أجل توظيف أقلامهم فيما يقارب وجهات النظر , ويقنع الجميع بأنه لابديل عن الحوار إلا بالحوار الجاد الذي تراعى فيه المصالح العامة قبل الخاصة , ويغلب فيه خطاب العقلاء على المهاترات والغوغاء وصب الزيت على النار ….
فنحن شعب ضعيف وما يوحدنا أكثر مما يفرقنا , وما يجري من حولنا من فتن وقلاقل يساعدنا على التعقل والابتعاد عن الإرتجال والتهور.. ومن هذا المنطلق فإنني أهيب بأصحاب الرأي المتبصر ومن لهم تأثير في الساحة الوطنية أن يناشدوا معي وبكل تجرد كافة الشركاء في الأزمة التي تكاد تعصف ببلادنا حاليا قائلين بنبرة ملؤها الصدق والخوف من المجهول ما يلي:
1 – السادة العمال المضربون في ازويرات وانواذيبو لقد رفعتم رؤوس الأحرار وبلغتم رسائلكم بأرقى أسلوب وكلنا معكم حتى تنالوا حقوقكم كاملة غير منقوصة . لكننا نناشدكم بالله الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور أن تعودوا إلى أعمالكم وتزاولوها بكل إخلاص قاطعين الحبل في أيدي من يريد الوصول بتبني قضيتكم إلى إشعال فتنة لاتبقي ولا تذر مستحضرين قول الصادق المصدوق : (… الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) فاتحين بذلك باب حوار يفضي إلى حل تسعدون به بين ذويكم وفي وطنكم والله لن يضيع أجركم.
2 – السادة رؤساء الأحزاب والنقابات إن نعمة الاستقرار دوحة وارفة نتفيؤها معا وينبغي أن نكون يدا واحدة من أجل حمايتها وقطع كل يد تمتد إليها بسوء .. مما يحتم علينا أن نحكم العقول ونزن المواقف بميزان الشرع مراعين الظرف الدولي ومايتطلبه من حزم وحذر متعالين على تسجيل نقاط سياسية على حساب وحدة الوطن واستقراره . ساعين فيما يجمع كلمة هذا الشعب ويضمن له العيش في أمن ورخاء .. والله حسبنا ونعم الوكيل .
3 – السادة زعماء وقادة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة نستعطفكم بروابط الأخوة والدين , ونتوسل إليكم بفلذات أكبادكم , كما نناشدكم بالله الحي الباقي وباللحظة التي سوف تلاقون فيها ما قدمتم من خير محضرا … أن تؤجلوا المسيرة التي قررتم يوم الثلاثاء المقبل , أوتلقوها حفاظا على الأمن والإستقرار وتقوموا بتشكيل لجنة حكماء من الخيرين تقوم بزيارة العمال المضربين وتناشدهم بتعليق إضرابهم مقابل الوقوف معهم حتى يحققوا مطالبهم كاملة . وعلى قدرأهل العزم تاتي العزائم .
4 – السادة الإعلاميون وأصحاب الكلمة الحرة إن حرية الرأي تفقد ألقها عندما تصبح شوكة في خاصرة الوطن وسما زعافا في قواريرعسلية يتلقفه الأبرياء فيموتون به أكثر من غيرهم . ساعتها يؤنب الحر ضميره وهو يرى ويسمع أصحاب الاهداف السيئة يتشدقون بما أراد به سبقا إعلاميا واتخذوه هم مطية لخلق البلابل وبث الأفكار التي تهدم ولاتبني . مما يستوجب محاسبة الأنفس , والوقوف عندما من شأنه تقوية اللحمة وبث روح التسامح بين شرائح المجتمع . عندئذ يكون الإعلامي أدى رسالته برأي مسموع ورأس مرفوع..وفي ذلك فليتنا فس المتنافسون .
سيدي الرئيس إن هذا الوطن وأهله أمانة في عنقكم , وإن شجاعتكم وحرصكم على استقراره يخولانكم – أكثر من غيركم – البحث عن أقرب الحلول الممكنة لكل مشاكله , كما أن الدستور يمنحكم من الصلاحيات ما يمكنكم من أخذ القرارات المناسبة عندما تصبح البلاد على حافة الخطر وقد فعلتم ذلك من قبل في أوقات عصيبة مما بوأ كم مكانة قصوى في قلوب الموريتانيين . وعليه فإننا نناشدكم سيدي الرئيس باسم العقلاء الذين أكفهم على صدورهم , ونيابة عن الفقراء الذين رسمتم البسمة على شفاههم , كما نستعطفكم بدماء الشهداء الذين قضوا في ساحة الوغى دفاعا عن هذا الوطن وأهله أن تأخذواقرارا تعدون فيه العمال المضربين بحل مشاكلهم كاملة فور عودتهم إلى أعمالهم مثلجين بذلك صدورنا جميعا , ومعيدين الأمل إلى قلوب كاد القلق يذيبها والموت يصيبها .. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . أيدكم الله بالنصر ووفقكم لما فيه صلاح البلاد والعباد . والله على ما أقول وكيل .