
احتضنت مدينة ميدراند بجنوب إفريقيا، اليوم (الإثنين)، جلسة رفيعة المستوى عقدها البرلمان الأفريقي بالتعاون مع برلمان جنوب إفريقيا، استعدادًا للمشاركة في قمة برلمانات دول العشرين (P20).
وانعقدت الدورة الاستثنائية السابعة برئاسة مشتركة لكل من رئيس البرلمان الإفريقي النائب، فورتشن زيفانيا شارومبيرا، والنائب الأول لرئيس البرلمان الإفريقي، الدكتورة فاطمة بنت حبيب، والنائب ريفيلوي متشويني-تسيبان، رئيس المجلس الوطني للمقاطعات في جنوب أفريقيا.
وتمحورت أعمال الجلسة التي ضمت وفودًا برلمانية من القارة على ثلاث أولويات رئيسية، هي العدالة التجارية وضمان وصول عادل للسلع الزراعية الأفريقية إلى الأسواق العالمية مع دعوة قوية لتحقيق السيادة الغذائية وتعزيز سلاسل القيمة المحلية، واتباع دبلوماسية تجارية استباقية، والصمود المناخي تماشيًا مع “إعلان نيروبي”، للمطالبة بتمويل مناخي فعّال وميسر ومنصف من الدول الصناعية، ومكافحة الاستغلال الجائر للموارد المعدنية لصالح حوكمة أخلاقية وعادلة ومستدامة لثروات القارة الطبيعية.
وأكدت مداخلات البرلمانيين الأفارقة خلال الجلسة على العزم على تمكين القارة من لعب دور فاعل في النقاشات العالمية، حيث دافع النائب زين العابدين أحمد الهادي في مداخلته عن إصلاح هيكلي للتجارة الزراعية الأفريقية، داعيًا لتحويل المؤهلات الزراعية العملاقة التي تتوفر عليها القارة إلى رافعة للسيادة والتكامل الأفريقي.
ويشكل البيان المشترك الذي تم تبنيه ختامًا للندوة، الإسهام الرسمي للبرلمانات الأفريقية في قمة برلمانات دول العشرين، ويعزز الموقف الأفريقي المشترك في المناقشات التحضيرية لهذه الاجتماعات.
ومثلت موريتانيا في اجتماعات البرلمان الإفريقي بوفد برلماني برئاسة الدكتورة فاطمة بنت حبيب، النائب الأول لرئيس البرلمان الأفريقي، وبعضوية كلا من زين العابدين أحمد الهادي، وأمية سيد عبد القادر، وعبد السلام حرمه.
وسلطت مداخلات الوفد الموريتاني الضوء على التحديات الخاصة التي تواجهها دول الساحل، خاصة في مجالات العدالة المناخية والأمن الغذائي والاستغلال المسؤول للموارد الطبيعية، مستعرضين خبرة موريتانيا في مجال الدبلوماسية البيئية، والتعاون جنوب-جنوب، والإصلاحات الزراعية، التي يجري تنفيذها بتوجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
في مداخلته خلال الجلسة أكد النائب زين العابدين ولد أحمد الهادي عضو البرلمان الافريقي على أهمية العدالة التجارية لتمكين المنتجات الزراعية للدول الإفريقية إلى الأسواق العالمية؛ مبرزا أن كون القارة الإفريقية التي "تغذي العالم ما تزال تستورد نصف احتياجاتها من الخبز، يعني وجود خلل ما يتعين تصحيحه".
وأضاف: "نحن نجتمع اليوم في ظرف يشهد تحولا حاسما. فبينما تزداد ديناميكية التجارة العامية تعقيدا ويتم وضع حواجز الأسعار بحجج بيئية أو صحية، تبقى إفريقيا ما أسميه عملاقا زراعيا".
ودعا ولد أحمد الهادي إلى استثمار الثروة الديمغرافية للقارة الإفريقية من خلال تحويل فئة الشباب التي هي الأكبر عددا في الهرم السكاني، إلى رافعة زراعية؛ مبرزا أن "شبابنا هو ذهبنا الأخضر"؛ وفق وصفه.
كما شدد على ضرورة اعتماد خطة إفريقية شاملة من أجل التشغيل في المجال الزراعي؛ لافتا إلى أن تلك الخطة تقوم على:
ـ الاستثمار في التكوين الزراعي العصري والرقمي؛
ـ تحفيز الصناعة الزراعية المحلية لخلق سلاسل للقيمة؛
ـ تشجيع النفاذ للتمويل، القرض والتكنولوجيا.
وخلص إلى القول: "إذا أردنا قطف ثمار العائد الديمغرافي، علينا منح شبابنا أرضا وآليات ورؤية".