دخلت شركتا فيسبوك وغوغل عالم الطائرات من دون طيار (الطائرات المسيرة) ضمن جهودهما لمد الإنترنت إلى كافة أنحاء العالم،
وفي مؤتمر فيسبوك "أف8" الذي عقد الخميس الماضي، أعلن رئيس قسم التقنية في الشركة مايك سكروبفر، أن فيسبوك أتمت بنجاح اختبارات طائراتها من دون طيار، وأنها تستعد للانتقال إلى المرحلة التالية.وستتواصل طائرات فيسبوك المسيرة مع بعضها ومع الأرض باستخدام أشعة الليزر بدلا من موجات الراديو، وهي تأتي ضمن جهود مبادرة "إنترنت.أورغ" التي أطلقتها فيسبوك عام 2013، لإيصال الإنترنت إلى ملايين الأشخاص في مناطق تعاني حاليا من ضعف أو عدم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، "لتتيح لكل شخص في العالم أن يتشارك الإنترنت"، بحسب سكروبفر.وبرنامج الطائرات من دون طيار الذي يحمل الاسم الرمزي أكويلا (وتعني النسر بالإيطالية)، يأتي نتيجة شراء فيسبوك لشركة "أسينتا" البريطانية المتخصصة بتصميم أنظمة الطائرات المسيرة، وهي الشركة التي تملك حاليا الرقم القياسي لأطول رحلة بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، والتي تملك جناحين بطول جناحي طائرة الركاب بوينغ 737 لكنها بوزن سيارة صغيرة، بحسب سكروبفر.وخلال المؤتمر المذكور -الذي أقيم في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية- قال سكروبفر للحضور إن الطائرات المسيرة ستعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل، وستحلق على ارتفاعات عالية جدا وستبث إلى الأرض إمكانية الوصول إلى الإنترنت.وتخطط فيسبوك لإطلاق أسراب من هذه الطائرات على ارتفاعات تزيد على ستين ألف قدم (18 كيلومترا)، وسيكون بإمكان كل طائرة التحليق المستمر لعدة أشهر، وستتواصل الطائرات مع بعضها من خلال اتصالات الليزر لتزويد الإنترنت اللاسلكي للمناطق التي تغطيها، وستكون آلية عملها شبيهة بموجِّهات الإنترنت (الراوتر) لتوجيه الاتصالات من المحطات الأرضية إلى المستخدمين.وبحسب فيسبوك فإن ارتفاع ستين ألف قدم سيوفر لهذه الطائرات مجالا مثاليا للتحليق دون مشاكل، بفضل سرعة الرياح المنخفضة فيه واعتدال الأحوال الجوية، مما يتيح لها التحليق لثلاثة شهور متواصلة بعد كل إطلاق.وأوضح مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ على حسابه في شبكة فيسبوك أن هذه الطائرات ستكون قادرة على توفير اتصالات بالإنترنت لنحو 10% من سكان العالم الذين يواجهون مشاكل في الولوج إلى الشبكة العنكبوتية بسبب وجودهم في منطق نائية أو تفتقد لبنية تحتية قادرة على إتاحة الإنترنت.ويذكر أن غوغل اشترت من جهتها في أبريل/نيسان 2014 شركة "تيتان أيروسبيس" المتخصصة بتطوير طائرات مسيّرة تعمل بالطاقة الشمسية، تندمج في "مشروع لوون" التابع لغوغل والذي يتضمن إطلاق مناطيد على ارتفاعات عالية لتزويد مناطق شاسعة بتغطية إنترنت لاسلكية.المصدر : مواقع إلكترونية