حين استقال الرئيس اليمني منصور هادي أو أقيل ...قالوا إنه انقلاب ضد الشرعية الدستورية...و حين أطيح بالرئيس محمد مرسي و خُطف...قالوا تلك ثورة شعبية ضد الارهاب و الفساد ! و حين فشلت "المبادرة الخليجية " و عجزت عن بلوغ أهدافها في إبقاء "اليمن ضمن دائرة النفوذ الخليجي...قامت الدنيا و لم تقعد .
هبّت عواصف "الحزم " و "العزم " تلبية لنداء الرئيس هادي من منفاه...و بدأت القنابل تتساقط على أرض اليمن السعيد . تُدمر المنشآت . و تقتل الأبرياء من أبناء شعبه العظيم...هذا منصور هادي يدعو من أعلا منابر جامعة الدول العربية إلى تدمير بلده . و ذاك الرئيس مُرسي يقبعُ في سجنه. الأول منتخب بإرادة إقليمية ، و دون منافسة...
و الثاني رئيس شرعي منتخب بإرادة شعبية حرة ، و دون توافق خارجي...شاءت الأقدار أنْ يجتمع الرّجلان في مكان واحد[القاهرة]...مكان ، بلا زمان !لا أستغربُ هنا و لا أتعجبُ من ازدواجية المعايير و ثٌنائية الخطاب ، تلك صفات مرضية نعيش كلّ صورها و نتعاملُ بمفرداتها منذ عقود...و لا أستغربُ كيف و متى يكون الانقلاب انقلابا ، و كيف و متى لا يكون الانقلاب انقلابا...
و لا أستغربُ كيف يقومُ بعض القادة العرب في الخليج [خاصة] بالعدوان على اليمن للتغطية على فشلهم في التعامل مع مشاكل المنطقة و العالم ...و لكني أستغربُ الاجماع الحاصل على تدمير بلد عربي آخر بعد العراق و سوريا و ليبيا و تقسيم السودان و انهيار الصومال ؟! أستغربُ كيف استطاعت كل القوى السياسية العربية أن تقف على صعيد واحد من اليسار...إلى اليمين...إلى القوميين...إلى الاسلاميين ...إلى السلفيين...و الجهاديين... كلّ القوى السياسية على متْنِ مركب واحد بدْءً بالرئاسة الفلسطينية و انتهاءً بالأحزاب و الحركات الاخوانية...مُرورا بالوهابية ، و قطر ، و السيسي ، و النهضة ، و حفْتر... إلخ...تلكم رشفةٌ بسيطة من بحر عجائبنا و غرائبنا ، نحن العرب !
محمد فال ولد بلاّل