عام علي تشكيل أول حكومة....في المأمورية الثانية.

أربعاء, 2025-08-13 17:13

تمر اليوم ذكرى تشكيل الحكومة الأولى في المأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بقيادة معالي الوزير الأول المختار ولد أجاي الرجل الذي دخل قصر الحكومة لا كساكن عابر بل كمهندس ميداني يضبط إيقاع الدولة كما يضبط القبطان اتجاه السفينة في أمواج البحر

عام واحد فقط كان كافياً ليكتب المختار ولد أجاي سطوراً بارزة في سجل الأداء الحكومي عام كانت فيه القرارات تسابق الزمن والمشاريع تبعث من على الورق لتقف على الأرض واقعاً يلمسه المواطن لم تكن هذه الحكومة حكومة مكاتب مغلقة وملفات في قائمة النسيان بل حكومة الميدان التي تسير على الإسفلت الجديد وتتفقد الجسور قبل اكتمالها وتدخل القرى وهي تحمل الماء والكهرباء إليها

ما ميز هذه التشكيلة الوزارية عن سابقاتها هو ديناميكيتها المتدفقة حيث تحول معالي الوزير الأول إلى مركز طاقة لا يهدأ يدير العمل الحكومي ينسق الوزارات يشكل اللجان يراقب ويصحح المسار عند أول انحراف وإذا كان التأخر في الإنجاز مرضاً مزمناً في بعض الإدارات فقد جاءت وصفته حاسمة القانون قبل المجاملة والوطن قبل الأشخاص

ولم تأت الثقة الكبيرة التي أولاها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من فراغ فقد كان الاختيار صائباً لرجل طبق تعليمات فخامة الرئيس كما جاءت وجسد رؤية المأمورية الثانية على أرض الواقع

لم تكتف الحكومة بالمتابعة من العاصمة بل أطلقت لجاناً وزارية جابت ولايات الوطن لترى بأعينها وتضع الحلول في نفس المكان الذي ولدت فيه المشكلة وتطلق التمويلات من قلب الميدان لا من برج إداري بعيد

ومن بين الإنجازات التي ستبقى علامة فارقة منصة عين  لمراقبة العمل الحكومي وتطبيق هويتي تلك الفكر الموريتانية الأصيلة التي تجاوز صداها الحدود فحظيت بإشادة عربية ودولية حتى أن دولاً شقيقة وصديقة أعلنت رغبتها في تبنيها

وعلى الأرض رسمت الحكومة ملامح جديدة لموريتانيا الحديثة طرق تشق الريف كهرباء تضيء القرى النائية جسور تربط أحياء نواكشوط وتفك الاختناق المروري كل ذلك كان يتحرك بدينامو واحد اسمه المختار ولد أجاي رجل لا يعرف الانتظار حين يتعلق الأمر بخدمة الوطن ولا يساوم على جودة الإنجاز حين يكون المواطن المستفيد الأول والأخير

عام مضى لكن أثره سيبقى لأن الحكومات الناجحة تقاس بما تزرعه من ثقة بين المواطن والدولة وما تتركه من بصمات في كل ولاية وقرية وحي وفي ميزان الإنجاز تبدو هذه الحكومة ثقيلة بما حملت من أفعال وخفيفة بما تخلت عنه من بيروقراطية وأعذار

إنه عام النبض الحكومي الذي لا يتوقف عام الوطن حين وجد في حكومته مرآة طموحه وفي وزيره الأول تجسيداً لروح العمل والانجاز

المهندس الشيخ بوحبيني