
في الجزء الثاني من الحوار الشامل من برنامج "بودكاست موريتانيا اليوم"، يتحدث السياسي المخضرم والقيادي اليساري البارز؛ الدكتور محمدو الناجي ولد محمد أحمد عن بداية مساره السياسي في بتلميت مع مقدم كل من ديدي ولد اسويدي والشيخ ولد باهامن ولاية آدرار حيث جلبا مذياعا يتابعان من خلاله أخبار العالم عبر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) باللغة العربية وكان ذلك عاملا في نشر الوعي لدى الشباب في القيام بإضراب لم يسفر عن أي تجاوب مع مطالب المضربين ما أدى لإنهاء مسارهم الدراسي هناك، ثم انتهى الإضراب بعد لقاء مع الرئيس المختار ولد داداه..
بعد ذلك، بدأ ضيفنا ورفاقه ينتظمون ضمن إطار يتبنى الفكر القومي العروبي لكن من غير أية أدلجة وإنما حبا للغة العربية كمرجعية ثقافية؛ ما جعل ترسيم اللغة العربية في طليعة أهداف ومطالب هذا التيار السياسي الجديد..
ويتطرق الضيف لمرحلة كانت نقابات التعليم فيها محصورة في اثنتين تتبنى إحداهم التعليم بالغة العربية بينما ترفع الأخرى شعار التعليم باللفة الفرنسية، ليتم توحيد النقابتين بجهود قادتهما، عقب أحداث ازويرات الأليمة سنة 1968، والتي أصدرت النقابة العربية إثرها أول بيان يندد بما تعرض له العمال هناك من قمع وتنكيل، وهو البيان الذي تولي ضيفنا بنفسه صياغته وتحريره لكونه الأمين الدائم للنقابة حينها. وفي نفس الفترة تم اعتقاله مع محمد المصطفى ولد بدر الدين، محمد المختار كاكيه، أحمدو ولد عبد القادر وبيلا با، حيث أودعوا سجن "بيلا" في نواكشوط قبل نقلهم إلى بوكي وكيهيدي ليطلق سراحهم عقب محاكمتهم بعد شهرين.
دخل الدكتور محمدو الناجي ورفاقه حزب النهضة قبل تأسيس الحركة الوطنية الديمقراطية على أساس فكر وتوجهات حركة "الكادحين؛ مدشنا بذلك مسارا غنيا وطويلا من النضال السياسي بخلفية يسارية....