
مهما تكن تعقيدات الأزمة المتفاقمة في مالي فإن أي محاولة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الفاعلة بعد فشل الحل العسكري الواضح الذي تبناه الجيش المالي منذ فترة يبدأ حتما من انواكشوط.
إن الأعداد المتزايدة من الضحايا الماليين سواء كانوا جنودا أو مدنيبن والحصار الحاصل حاليا لمدينة انيورو الحدودية لبلادنا وشيخها إبن حماه الله تفرض علينا أخذ زمام المبادرة حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه وسيؤثر حتما على بلادنا...
إن موقعنا الحدودي المميز وإيواءنا لآلاف اللاجئين الماليين وموقفنا الجيواستراتيجي يجعل من بلادنا أول دولة مؤهلة للقيام بوساطة ناجحة من أجل تدارك ما أمكن قبل فوات الأوان...
إن الرئيس محمد الشيخ الغزواني بهيبته وعلاقاته المميزة مع جميع دول المنطقة والعالم ووزير الخارجية محمد سالم مرزوك الذي يعرف جيدا السياسة الإفريقية لقادران على حلحلة هذه الأزمة السياسية والإنسانية والإقتصادية التي تعصف منذ عشرات السنين بإخوتنا وجيراننا في دولة مالي الشقيقة..
يمكن التعاون مع الجزائر من أجل جعل الإمام محمود ديكو المقيم بالجزائر والذي ليست لديه نوايا سيئة نحو الجيش المالي من أجل جعله وسيطا رسميا في أي مفاوضات محتملة كما يجب الإتصال بالمغرب من أجل إدخال الشريف مداني حيدرا كوسيط ثان وهو القريب من موقف العسكريين الحاكمين أما عاصمي كويتا نفسه فيمكن للرئيس محمد الشيخ الغزواني تكليف الرئيس السنغالي جوماي فاي مع وزير خارجيتنا بمحاولة إقناعه بالعدول عن استراتيجته التي لم تؤت أكلها لحد الساعة...
وما دامت الصين الشعبية تمثل قوة صاعدة ونتمتع معها بعلاقات حسنة فيمكن للرئيس أن يطلب منها تقريب وجهة النظر الروسية عبر مقاتلي فاكنر الموجودين على الأرض في مالي لكي يضغطوا بدورهم على الجيش المالي من أجل استراتيجية عقلانية جديدة تقودها بلادنا مع دول الجوار من أجل حقن دماء الجنود والمدنيين والثوار والمقاتلين الروس أنفسهم على أرض مالي الشقيقة وحتى لا يتوسع الصراع...
إن القيادة الوطنية بحكمتها وتجربتها وسمعتها قادرة على لعب دور محوري في أزمة مالي وهذا الدور يتمناه المواطن المالي البسيط الذي أرهقته الحرب دون أي أفق لنهايتها...
ويبقى الأمل موجودا في أرض المنارة والرباط...
مع موسم خريف واعد والحمدلله رب العالمين....