لست أدري من أين أبدأ ولا من أين أمر ولا كيف أنتهي!!! أبالربيع العربي بنقطة على حرف العين؟! أم بالحرب الصليبيه على الإسلام أقصد الإرهاب؟! أم بدولة إسلامية تداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها فقط لأنها إسلاميه؟!فالأول بدأ برجل أحرق نفسه في تونس ولن ينتهي
بالإجماع العربي الأول منذ سبعين عاما! ولم يكن إلا على اجتماع عشر دول عربية لقتل اليمنيين!! والثانية لم تبدأ حين أعلنها أعلى سلطة في أعظم دولة في السنة الأولى من القرن الحالي وقد سبقه أجداده قبل عشرة قرون ! ولن تنتهي ما داموا ودمنا !! أما الثالثة فما أعلنوا الثانية وخططوا للأولى إلا خوفا من قيامها ! وأقسم أن لو عاداهم علماؤنا معاداتهم للدولة الإسلامية وتعاون حكامنا معها تعاملهم معهم لظهر المهدي وتكلم الحجر ودفع الغرب الجزية عن يد وهو صاغر!!! فارتباط بعض هذه الأحداث ببعضها وترابطها فيما بينها تاريخيا وعمق أهدافها وتسارع أحداثها يجعل المتطرق لها يحار ويحيِّر غيره من المتتبعين للتاريخ والشاهدين على الحاضر والغيورين على مستقبل هذه الأمة الكريمه !! كيف يعادوننا ويحقدون علينا سرا وعلانية وكيف نخنع ونخلع لهم سرا وعلانية فلا يزيدون إلا عداوة وكرها علانية وسرا؟! لكن الرجوع لآيتين يخبرنا كيف كانوا وصاروا وينبؤنا أنهم سيظلوا (كيفما كنا) قال الله تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ! وقال ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم !! والرجوع إلى حديثين أيضا يخبرنا كيف كنا وصرنا وهل سنظل! إلا أن الرجوع إلى القرءان والسنة هو الخلاص الوحيد لنا (كيفما كانوا) قال رسول اللهﷺ ويل للعرب من شر قد اقترب! وقال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم!! وما إن انتهت القرون المزكاة حتى بدأت الحروب الصليبيه وكان أول من أعلنها البابا أوربان الثاني عام ١٠٩٥م. واحتُلت القدس واستمرت الحرب مئتي عام وكان قوادهم يتبجحون أن الدم بلغ كواحل خيولهم وأنهم قتلوا الأطفال والنساء والرجال!! إلى أن جاء القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله فقهرهم وطهر القدس من أيديهم عام ١١٨٦م. في معركة حطين التاريخية فظهرت حرب من نوع آخر ألا وهي الاستشراق الخبيث الذي لم يكن أقل شراسة من الأقواس والرماح والسيوف !! فالحرب العسكرية والإعلامية على الإسلام أعلنت منذ ألف عام يهودية ووثنية وصليبية وبلا هوادة ! بل معلنة تلقائيا منذ بعثة النبيﷺلكنها تختلف باختلاف ظروف من أعلنها ومن أعلنت عليه!! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات على عاصفة الحزم التي(رغم شكوكنا في دوافعها وأهدافها ومأالاتها)! أنجزت الكثير عسكريا : فإيران تقول إنها مستعدة لكل التسهيلات للحوار وصالح لم يعد يتحدث إلا عنه أما الحوثيون فلا يمنعهم من الرضوخ له إلا رفع السوط عن ظهورهم وأثرت كذلك إعلاميا وإلا لما كان للقمة العربية السادسة والعشرين أن تجد هذا الزخم الذي يؤكده إنجاز آخر دبلوماسي يتجلى في رسالة بوتين ورد وزير الخارجية السعودي بصراحة وعبر الأثير لكن هل يجرأ عليه هو أو غيره من دبلومسيينا مع أصغر دولة في الناتو وراء الكواليس ولو تلميحا؟!! لقد شرفتنا عاصفة الحزم التي هي أفعال سبقت أقوال القمة وبيانها! وندعوا الله لها أن تكون الخطوة الأولى لنهضة خير الأمم ؛ ولتكون جدية وفعالة وعلى مستوى التحديات لا بد أولا : من توسيع المشاركة بطلب يوجَّه رسميا إلى تركيا ذات السيادة المطلقة المتجلية في( فتح حدودها مع سوريا ) وباكستان وأشباههما من الدول المسلمة وغير عربية لنقابل(٥+١)ب(١٠+٢)!!ثانيا : انتهاز فرصة رسالة بوتين للتطبيع مع روسيا التي تبحث عن نفسها منذ نهاية الحرب الباردة وأمثالها من المعزولين غربيا من دول ذوات وزن وغير مسلمه!! فتحالفات الغرب من قوات الحلفاء مرورا بعصبة الأمم فالأمم المتحدة و(دوام عضويتها ونظام التصويت فيها وحق الفيتو) وناتو ووارسو و غيرها لا تنتهي وكلها ضدنا وعلينا!!ثالثا : إن سوريا والعراق وفلسطين ليسوا أقل عروبة ولا إسلاما والتدخل الفارسي هنا وهناك واليهودي هنالك أظهر! والعداء للإسلام أشنع !! إذ لم تعترف إيران وتشهد أمريكا بوجود مقاتليها في اليمن ؛ ولم تقل إن صنعاء عاصمتها ؛ ولم تقم ثمة دولة زيدية فارسية تعترف بها الأمم المتحده !!!ثم إن كل من يسميهم الغرب إسلاميون متطرفون ونسميهم تكفيريون متشددون(رغم تحفظي على التسمية الأولى وتحفظاتي على الثانيه) من شباب الصومال وتنظيم القاعدة وداعش وغيرهم لا يريدون من حكامنا إلا معادات من يعادينا بنفس الدرجة والوعي ! حيث لم ولن يكون المسلمون أكثر تطرفا من غيرهم لكن قمم الغرب تكفي قواعده ولو كانت قممنا تتحرك بنفس القدر لاكتفت قواعدنا والمنضمين لها وحتى المتعاطفين معها وليسوا قليلا!! فدعم جيش الفاتح الذي استولى على إدلب والتفاوض ثم الحوار فالمصالحة مع الدولة الإسلامية مؤقتا على الأقل لاشتراك العدو ثم التواصل مع حركة حماس وتبني مقاومتها ودعمها سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا لن يكون إلا لبنات توضع في جسم الأمة المتهالك!! هذا أقل شيء كاف لمرافقة التحرك العسكري ولن يُستنكر أكثر من قول دول الخمسه ناقص واحد حين تقتل إسرائيل آلاف الفلسطينيين ظلما أنه حقها في الدفاع عن نفسها! فلا أقل أن نكون صارمين في حقنا صريحين في شرعنته متوحدين في الدفاع عنه بمقدار صرامتهم وصراحتهم وتوحدهم في باطلهم وشرعنته والدفاع عنه!! لذا إن اقتصرت عاصفة الحزم على اليمن و(الحوثيون اليمنيون العرب) بغض النظر عن طائفيتهم وانتمائاتهم وولائهم!! فهذا يعني بلا ريب أن لها أهداف غير معلنه!!ويعني أن عباس وعاها حق وعيها حين طالب بمثلها ضد حماس!؛والسيسي رعاها حق رعايتها حين كان ثاني أكبر مشارك فيها!؛وتركيا وباكستان فهمتاها حق فهمها حين رفضتا المشاركة فيها!! خاصة أن الغرب يباركها وما زرع هذا الأخير إسرائيل وحماها قديما وتقارب مع إيران أخيرا إلا لعاصفة حزم أخرى لأهداف غير معلنة في المنطقة!! وأجزم أن مفاوضات (٥+١) مع إيران على المنطقة أساسا !؛ أما النووي فما هو إلا ثنائي إعلامي ! ولو نجحت المفاوضات لكانت ٥+٢ أو ٦+١ فالمجموع قطعا سيكون ٧ !! فنرجوا أن لا تتقاطع أو تتقارب الأهداف ونحتاج عواصف عزم وحزم فحسم مختلفة ومستقلة دبلوماسيا وعسكريا وإعلاميا عن عواصفهم وزوابعهم وأمطارهم التي تعصف بنا منذ مئات السنين!!! أخيرا فلكم أخشى أن تكون عاصفة الحزم وصمصام ٥ بذور رياح يزرعها جيل أمتنا الحالي ليحصد زوابعها أجيال أمتنا القادمة !ولقد ذكرتني التسمية الأخيرة بفارس العرب عمرو ابن معد يكرب رضي الله عنه وسيفه الصمصامه وفعاله في اليرموك والقادسية وغيرهما فرحمه الله وله دره حيث يقول :فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ:يرودُ بنفسه شـر المـرادِ؛لقد أسمعت لو ناديت حيـا:ولكن لا حياة لمـن تنـادي؛ولو نارٌ نفخت بها أضاءت:ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ؛أريد حياته ويريـد قتلـي:عذيرك من خليلك من مُراد !!ولقد سمعنا كثيراً عن صرخة في واد فلعل هذه تكون صرخات في أودية ولا حول ولا قوة إلا بالله!!