
في خضم الجدل الذي أثارته سلسلة من المنشورات والتعليقات والتكهنات بشأن الشخصية الأوفر حظا، ضمن الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لنيل تزكية الترشح لخلافته، دخل الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية؛ الناني ولد اشروقه، على خط منتقدي هذا الطرح.
وكان وزير الشؤون الخارجية؛ محمد سالم ولد مرزوك، قد نشر، الخميس عبر حسابه على "فيسبوك"، مقالا اعتبر فيه أن الحديث عن الترشيحات المحتملة للرئاسيات القادمة، خلال السنة الأولى من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الثانية، مجرد محاولة للتشويش على إنجازاته الوطنية الكبرى.
وكتب ولد اشروقه :
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تزايدت، منذ بعض الوقت، وبنحو ملحوظ، المنشورات التي تقدم بعض أعضاء الحكومة على أنهم مرشحون محتملون لخلافة رئيس الجمهورية، واصفة، أحيانا، هذا أو ذاك منهم، بكونه الأفضل أو الأوفر حظا أو البديل الوحيد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقد ذكرتني، شخصيًا، في هذا السياق، أحدث هذه المنشورات.
إن مقاصد مؤلفي هذه المنشورات واضحة بذاتها، لا تحتاج عميق نظر أو تأمل. إنهم يسعون، في الأساس، إلى إرباك الرأي العام، وشغله بالنقاشات السابقة لأوانها، صرفا للانتباه عن الأمور الجوهرية، وإضرارا بما يتطلبه التنفيذ الناجع للبرنامج الرئاسي من سكينة وهدوء.
وأود أن أقول لكل هؤلاء، ولمن خلفهم: إن استراتيجيتكم محكوم عليها بالفشل. لن تتمكنوا من صرف انتباه أعضاء الحكومة عن المهمة التي أوكلها إليهم رئيس الجمهورية، ولن تضعف مناوراتكم من قوة التماسك والتضامن التي توحد الفريق الحكومي في إطار من المسؤولية الجماعية والإرادة المشتركة لخدمة الوطن.
إن كل عضو في هذا الفريق يعمل بصدق وتفانٍ في سبيل تنفيذ التزامات فخامة الرئيس تجاه الشعب الموريتاني. ويستمد هذا الفريق قوة تضامنه وتماسكه من ثقة رئيس الجمهورية، ومن خصاله القيادية المتميزة.
فالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ذو رؤية واضحة لمستقبل البلاد، ويتمتع بقدرة نادرة على إلهام الثقة مع صرامة فكرية، وقوة في القرار لا تلين. وهو يشكل اليوم ضمانا قويا للوحدة الوطنية، والتماسك الاجتماعي، وتسارع تقدم الأمة.
إن التزامه بخدمة وطننا التزام تام وصارم: فهو يعبئ جميع طاقاته، وكفاءاته، وعمق نظرته الاستشرافية وعظيم خصاله القيادية في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية لتحقيق برنامجه، “طموحي للوطن”.
وختاما، أدعو مؤلفي هذه المنشورات إلى توجيه طاقتهم وتركيز جهودهم نحو النقد البناء للبرنامج الرئاسي وطرق تنفيذه، بدلاً من محاولة زرع الفتنة والصيد في المياه العكرة.
بالنسبة لي، ليس الظرف ظرف حسابات أو تكهنات وإنما ظرف عمل جماعي جاد ومثابر. ولذا سيبقى الفريق الحكومي بكامله خلف رئيس الجمهورية، ومعه، ملتزما ببناء موريتانيا قوية، عادلة، منصفة ومزدهرة".