د. محمد ولد عابدين يشارك في ندوة فكرية بدعوة من منتدى أبوظبي للسلم 

خميس, 2025-10-23 16:16

نظم منتدى أبوظبي للسلم، والمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في ندوة فكرية منظمة بالتعاون مع جامعة نواكشوط، ضمن البرنامج العلمي الحافل الذي يقيمه المنتدى في سياق مشاركته في فعاليات معرض نواكشوط الدولي للكتاب الملتئم من 20 - 26 أكتوبر 2025.وتشرفت خلال هذه الندوة الفكرية الثرية والقيمة، قدم الأكادمي و الإعلامي و الباحث المهتم بالقضايا الفكرية والشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد ولد عابدين كتاب "الإرهاب : التشخيص والحلول" لفضيلة الإمام العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه. 

ويعد كتاب الإرهاب : التشخيص والحلول، لبنة علمية من لبنات المشروع الفكري الحضاري التجديدي لفضيلة الإمام العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه، وهو مقاربة فكرية شاملة ومركبة لمشغل عالمي، يأتي في طليعة المشاغل المحورية والإشكالات المركزية التي تواجه عصرنا الراهن، ويجمع هذا الكتاب بين المرجعية التراثية النصية الأصيلة، والرؤية الفلسفية العقلانية الحداثية الرصينة، والتأمل الاستشرافي والطرح الفكري الاستراتيجي العميق.

 فمنذو أمالي الدلالات ومجالي الاختلافات..مرورا بصناعة الفتوى وفقه الأقليات..وصفا للواقع وتأسيسا لقواعد الكليات..وبيانا لمقاصد المعاملات، وقوفا عند جميع أوراق الاعتماد لدى مؤسسة التجديد، ممثلة في بعض تجلياتها بكتاب إثارات تجديدية في حقول أصول الفقه، وصولا إلى تنبيه المراجع على تأصيل فقه الواقع، نجد أنفسنا أمام خريطة علمية ضافية لرحلة بحثية غزيرة، ومقاربة فكرية شاملة تؤسس لأرضية تجديدية لفقه الواقع والتوقع، وهو مايوشك أن يشكل كلمة السر والمفتاح المركزي في اشتغال الشيخ على صعيد التأسيس العلمي، وانشغاله على مستوى العمل الميداني. 

وفي هذا الإطار يتنزل( كتاب الإرهاب : التشخيص والحلول ) الذي أراده فضيلة الشيخ عبد الله ولد بيه "إسهاما في تجلية موضوع شغلت العالم تفاصيله، وغابت في خضم الأحداث أصوله وتعاليله، فاستحال الدواء أحيانا إلى داء"..يقول الشيخ عبد الله في تصديره للكتاب : "وبينت فيه أن شجرة الإرهاب لاجتثاثها من عروقها واقتلاعها من جذورها من بستان الأوطان لابد من إعمال فؤوس الحكمة في جذوعها، وغرس شجرة التسامح والتصالح في ربوعها" ..فالفكر الرديء لايطرده إلا الفكر الجيد :وهل ينبت الخطي إلا وشيجه وتغرس إلا في منابتها النخل

والكتاب في أصله كما يذكر الشيخ في التقديم محاضرة ألقيت في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، ضمن موسم محاضرات حول القضايا الفكرية الكبرى للأمة، وتكمن أهميته العلمية والأكاديمية في كونه خلاصة رؤية إمام أصولي مقاصدي ضليع في الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر، ذي خبرة كبيرة في المؤسسات والمجامع العلمية والفقهية العالمية، مع تجربة عملية ودراية هائلة بالقضايا الدولية والإقليمية والمحلية.

وإشكال الكتاب وقضيته المركزية : هي كيف يتم إيقاف نزيف الإرهاب والتخلص منه؟..وقد جاءت المعالجة ضمن سياق متنوع وأنساق متعددة، انطلاقا من أسئلة الماهية والتعليل،  والتقرير:(ماذا..ولماذا..وكيف؟...)واشتملت الاشتقاق اللغوي، والتأصيل الدلالي والعلمي، والأبعاد التاريخية والإيديولوجية والسيكولوجية والسوسيولوجية لظاهرة الإرهاب قديما وحديثا، وانطلقت من التشخيص والتحليل والتعليل، وصولا إلى الحلول والمقترحات والتوصيات. 

وختاما فإن هذا الكتاب يشكل مقاربة فكرية وعلمية شاملة، لموضوع الإرهاب، وقد حدد من خلاله فضيلة الشيخ المقاصد والتعريفات، وأزال اللبس والغموض، وبين المفاهيم والمصطلحات، وقدم الحلول والمقترحات، وهذا لعمرى جهد المجتهد المجدد؛ إنه أيقونة الأمة الإسلامية، والإمام المعاصر لمسيرتها التجديدية، ونحن دائما فى حاجة ماسة وضرورة حاقة إلى قبس من نور علمه الغزير، وضياء فكره المستنير، لنذكر الغافل وندفع الصائل، ونصون القيم ونحفظ الأمم.

حفظ الله الشيخ ورعاه وأبقاه ذخرا وفخرا للسفارة العلمية الشنقيطية في مشارق الأرض ومغاربها، ومن على بلادنا وسائر الأمة الإسلامية بالأمن والإخاء والسلام والرخاء.