
توضيحًا وإنارةً للرأي العام الوطني، أودّ أن أحيطكم علمًا بحيثيات الحراك القائم حاليًا في كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان.
لقد التقيتُ، في اليوم الثاني لتولِّيَّ مهامي كعميد للكلية، بممثلي الطلاب، وقد ناقشت معهم معظم النقاط الواردة في عريضتهم، علمًا بأنني كنت على درايةٍ بمشاكل الكلية بحكم عضويتي في مجلسها العلمي لمدة ثماني سنوات قبل تولي العمادة.
عملتُ، منذ استلامي للمهمة، مع الطاقم الإداري للكلية، ورئاسة الجامعة، ووزارة التعليم العالي، من أجل إنجاز حزمة من الأهداف التي كان الطلاب على علمٍ بتطورها ومراحلها، وذلك في إطار من الشفافية والتواصل المستمر.
وقبل بدء الحراك بسبعة أيام، دخل عليَّ بعض ممثلي الطلاب في نهاية الدوام، وأنا أستعد لمغادرة المكتب، حاملين عريضة مطلبية تتضمن ثماني نقاط. قرأتُها على عجل وأجبتُ على كل نقطة منها، لأنها تتعلق أساسًا بمحاور كنتُ قد وضعتُها ضمن أولوياتي منذ تسلّمي مهامي كعميد.
غادر الطلاب مكتبي، وبعد سبعة أيام فوجئتُ بانطلاق الحراك تحت عنوان:
“بسبب غلق عميد الكلية الأبواب أمام الطلبة وعدم الاستجابة لمطالبهم، طلاب الكلية يدخلون في إضراب!”
ولكم أن تعلموا أنه، حتى هذه اللحظة، لم نتلقَّ أي إشعار رسمي بالإضراب.
لكن ما أثار استغرابي أكثر هو أن يروّج قادة الحراك لمغالطة مفادها أنني رفضت استقبالهم! فكيف لطالب طبٍّ أن يفتري على أحد أساتذته، بل على عميد كليته؟!
بدأ الإضراب، وتعطلت الدروس، وخاصة تلك التي كان من المقرر أن يقدمها أساتذة زائرون لطلبة الصيدلة وطب الأسنان.
دعاني رئيس الجامعة في اليوم الموالي، أي يوم الثلاثاء 28 أكتوبر، لعقد اجتماع مع ممثلي الطلاب لمناقشة نقاطهم المطلبية وإيجاد حلول لها.
دام الاجتماع أربع ساعات، قدّمنا خلالها الحلول الممكنة والآجال الواقعية لتنفيذها، كلٌّ حسب نطاق اختصاصه وما هو متاح إداريًا وماليًا.
كان اللقاء مثمرًا في ظاهره، غير أن الطلاب أصدروا بعد ساعات بيانًا جاء في خلاصته أن ما قدّمناه لهم لا يعدو أن يكون “وعودًا فارغة”!
وفي اليوم التالي، الأربعاء، حضر إلى الكلية وفدٌ طلابيٌّ بتشكيلةٍ جديدة، وعُقد لقاء حضره جل أعضاء المجلس التربوي والعلمي للكلية.
استمر الاجتماع ثلاث ساعات، واعتقد بعض الأساتذة أن تقديم الحلول الواقعية والممكنة سينهي الإضراب، لكن الحقيقة أن الإضراب له دوافع أخري لا تتأثر بنتائج اللقاءات ومع من أُجريت.
تنبيه: اذكر أن مكتبي لم يُغلق يومًا في وجه أي شخص، فكيف يُقال إنه أُغلق في وجه الطلاب أو الأساتذة؟!
ويعلم الله أنني لم أدخر جهدا لايجاد حلول للمطالب قبل الاضراب وبعده
عميد كلية الطب لبروفسور : يعقوب ولد محمد الصغير
.jpg)

