
بعد تصويت مجلس الأمن الدولي واعتباره مقترحَ الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية "الحلَّ الأكثر واقعية"، انقسم الرأي العام الموريتاني - كالعادة - بين مرحِّب بقوة بهذا القرار، ومندِّد به بشدة.
هذا الانقسام ليس جديدا، فهو يتجدد كلما طُرِح هذا الملف، إذ يتوزع الموريتانيون بين مؤيدين لجبهة البوليساريو والجزائر، وآخرين متضامنين مع الموقف المغربي، وتدور بينهم نقاشات حادة في مواقع التواصل الاجتماعي.
في تقديري الشخصي، فإن الموقف الأَسْلَم للنخب الموريتانية هو التمسك بالنهج الذي سارت عليه الأنظمة الوطنية المتعاقبة منذ عهد الرئيس معاوية ولد الطايع وحتى اليوم، وهو الحياد بين الأشقاء، الذي تطوّر في السنوات الأخيرة ليصبح حيادا إيجابيا يسعى إلى تقريب وجهات النظر، ودعم حلٍّ سلميٍّ متفقٍ عليه بين الطرفين، يراعي مصالح الدولة الموريتانية (لكويرة).
إن الأسلم لنا - كنخب فكرية وثقافية وإعلامية موريتانية - أن نقف في الوسط بين الأشقاء، نُعلي من صوت الحكمة، وندعم كل مسعى يفضي إلى تسوية عادلة ودائمة تُنهي صراعا بين أشقاء مضى عليه أكثر من نصف قرن، وأعاق قيام اتحاد مغاربي كبير متعاون ومتكامل، إن لم أقل موحدا.
أدرك جيدا أن هذا الموقف الوسطي قد لا يُرضي الطرفين، سواء من يميل إلى الجزائر أو من ينحاز إلى المغرب، بل إنه سيثير غضبهما على حد سواء، لكنه يظل في اعتقادي الشخصي هو الموقف الأنسب والأسلم والأكثر انسجاما مع المصلحة العليا لموريتانيا، وهو - في الواقع - موقف الأغلبية الصامتة في هذا البلد.حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين الفاضل
.jpg)

