
هادي زاهر
في يوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر 2025، نظم الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين 48، يومًا دراسيًا يتعلق بالأدب النسوي، الحقيقة هي أنني لم أتمكن من المشاركة في هذه الفعالية البارزة التي يجب أن تكون مميزة نظراً لمشاركة عدد كبير من كتّابنا.
ومع ذلك، لدي ملاحظات محددة حول الموضوع برمته.
لماذا اختيار هذا الاسم أساساً؟ هل من المستحيل أن يعبر الكاتب الذكر عن مشاعر المرأة؟ أرى أن ما يميز الكاتب المتمكن هو قدرته على تقمص مشاعر شخصيات عمله بصرف النظر عن جنسها، وهناك العديد من الأمثلة التي تدعم هذا الرأي.
ومن دون تطويل الحديث، يمكننا الإشارة إلى نجيب محفوظ الذي تمكن من استقراء مشاعر حميدة في “زقاق المدق” كذلك عبر عن مشاعر عائشة في الثلاثية، كما يمكن ذكر الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني في “رجال في الشمس” الذي استطاع أن يجسد مشاعر هند ولميس ويجذب القارئ إلى عالم روايته.
ونبرز أيضًا الطيب صالح في روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” ونزار قباني حين كتب قصيدته “أخي”، حيث قال:“يعود أخي عند الفجر سكراناً.. من سماه سلطانا؟ ويبقى في عيون الأهل أجملنا وأحلاها.. حتى يقول ساخرًا: سبحان الذي سواه من ضوء ومن فحم رخيص سوانا.. سبحان الذي يمحو خطاياه ولا يمحو خطايانا.”
كلمات بسيطة وسهلة للغاية، لكنها تعبر بدقة عما تمر به المظلومة، وهذه القصيدة ما زالت تدق في جمجمتي منذ عدة عقود.
نذكر جبران خليل جبران وقدرته في التعبير عن مشاعر سلمى في رواية “الاجنحة المتكسرة” ونستطيع أن نتحدث عن يوسف السباعي في رواية” إني راحلة” ونعيش معاناة ” عايدة”وأستطيع احسان عبد القدوس أن يأخذنا لننسجم أقصى درجات الانسجام مع “بييندا”وأقول بأنني نجحت في استشعار مشاعر “جميلة” في روايتي ” السر الدفين” حيث كنت كالمجنون، كنت ابكي بحرقة شديدة حتى ان اسرتي اعتبرت باني بحاجة إلى طبيب نفسي.


