
حين يتحول الأديب إلى صدى لذاته أو إلى قربة جوفاءعادةً يُنظر إلى الكتابة الأدبية، منذ بدايات تشكّلها كفعل رمزي، بوصفها أحد أعمق أشكال تفريغ التجربة الإنسانية.
فالكاتب، مهما كانت أدواته، يظلّ ابنًا لآلامه وأفراحه، لصراعاته الداخلية وتموّجات وجدانه. وإذا كان الأدب في جوهره تعبيرًا عن الذات في علاقتها بالعالم، فإن الأديب الذي لا يفرّغ ما يحياه من جراحٍ تستعر أو أنسٍ يتوهّج، يتحوّل إلى كائن يكتب من فراغ، فتغدو كتاباته كما “قربة جوفاء” تُصدر صوتًا ولكنها بلا ماء، وبلا حياة، وبلا روح.


