أشرفت وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب احمدناه، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة وكالة، اليوم الأحد، في قصر المؤتمرات – المختار ولد داداه، بنواكشوط، على إفتتاح أعمال المنتدى الدولي الأول لصحراء” تكلامكان” الصينية في موريتانيا والرابع على التوالي بعد نسخه الثلاث في الصين.
ويهدف هذا المنتدى الذي يدوم ثلاثة أيام، و المنظم من طرف الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بالتعاون مع الأكاديمية الصينية للعلوم في جمهورية الصين الشعبية، تحت شعار: ” تبادل ممارسات مكافحة التصحر للبناء المشترك للسور الأخضر الكبير. ”، يهدف إلى تعزيز التعاون العلمي وتبادل الخبرات بين المؤسسات البحثية والوكالات الوطنية وتوسيع الشراكة بين الدول المعنية بحماية مواردها الطبيعية وتحسين ظروف المجتمعات المتأثرة بآثار التغير المناخي.

وزيرة التجارة والسياحة، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة وكالة، وفي كلمة لها بالمناسبة، قالت إن المنتدى الدولي لصحراء تكلامكان، يشكل منصة فريدة للحوار وتبادل الخبرات بين تجربتين عالميتين رائدتين في مواجهة التحديات البيئية الكبرى (الصحراء الكبرى وصحراء تكلامكان).
وأبرزت أن جمع هاتين التجربتين في لقاء واحد وعلى أرض موريتانيا، ولأول مرة على أرض إفريقيا، يعكس الرؤية الاستراتيجية التي يقودها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى تعزيز الصمود البيئي وتثمين التعاون جنوب ــ جنوب، والانفتاح على التجارب الدولية الناجحة وخاصة التجربة الصينية الرائدة في مكافحة التصحر واستصلاح المناطق القاحلة.

المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، السيد سيدنا ولد أحمد أعل بدوره قال ، إن الوكالة عملت خلال السنوات الأخيرة على تعزيز مصداقيتها لدى الشركاء وتطوير مشاريع نوعية من بينها التعاون مع معهد الإيكولوجيا والجغرافيا بشينجيانغ التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، مثمنا دور الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير في تنسيق الجهود المشتركة.
المستشار الاقتصادي بسفارة جمهورية الصين الشعبية في موريتانيا ، السيد شياو وينشنغ، فقد بين في كلمة له باسم السفير الصيني، أن تدهور الأراضي والتصحر يعتبران تحديا تواجهه الإنسانية، مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة والتعاون لإنجاز السور الأخضر الكبير، والعمل مع موريتانيا وجميع الشركاء للحكامة العلمية في مجال محاربة التصحر.
الأمين التنفيذي للوكالة الافريقية للسور الاخضر الكبير، السيد المصطفى غاربا، من جهته قال إن السور الأخضر الكبير هو برنامج إفريقي رائد تنفذه الوكالة في 11 دولة من دول الساحل والصحراء، حيث يعد نموذجا في مكافحة تدهور الأراضي وتحقيق التنمية الاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن الوكالة أقامت علاقات مثمرة مع مختلف الشركاء من أجل توحيد الجهود وتحقيق التكامل في الهدف المشترك المتمثل في مكافحة زحف الصحراء.
بدورهم أكد المتدخلون كل من المدير المساعد لمعهد شينجيانغ الصيني، السيد دوان ويلي، ومديرة إدارة مكافحة التصحر الصينية، السيدة وانغ هوا، والسيد ابراهيم اتشاو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ضيف شرف المنتدى، على ضرورة مكافحة التصحر وأهمية التجربة الأكاديمية الصينية وتعزيز الجهود المشتركة وتكثيفها.
وقد أدلى متحدثون صينيون وإفريقيون بمداخلات حول تجارب مكافحة التصحر.
بعد هذه المداخلات تم التوقيع اتفاقيتين ثنائيتين لمدة خمس سنوات بين الوكالة الوطنية للسور الأخضر ومعهد شينجيانغ الصيني من جهة، والوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير ومعهد شينجيانغ الصيني من جهة أخرى، تهدفان إلى توسيع وتعزيز الشراكة بين الوكالتين والمعهد الصيني.
كما أزيح الستار عن إنشاء المركز البحثي الإفريقي الشامل للسور الأخضر الكبير، المؤسَّس من طرف أكاديمية العلوم الصينية – شينجيانغ والوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير.
وسيتم خلال المنتدى عقد عدة جلسات تستعرض تحليل المشروع الصيني لتثبيت 3,046 كلم من الكثبان الرملية وانعكاساته على السور الأخضر الكبير الإفريقي (7,750 كلم)، والتدابير المتكاملة لتعزيز قدرة تربة منطقة الساحل على الصمود في وجه التغيرات المناخية، والعلم والسياسة والعمل: الرصد العالمي للبيئة، وتنفيذ السور الأخضر الكبير – الممارسات والتحديات في إفريقيا، وغيرها.
و ستشمل الجلسات استعراض مشاريع تثبيت الكثبان الرملية الصينية وتأثيرها على السور الأخضر الإفريقي، إلى جانب مناقشات حول الرصد البيئي والتحديات في إفريقيا.
و يشارك فيه الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر كضيف شرف.


