لم يكد الطلاب الموريتانييون في الداخل والخارج يفيقوا من نشوة الفرح التي انتابتهم بعد ظهور أسمائهم على صفحات لوائح المنح في الدورة الثانية حتى تذكرت الوزارة أنه ما كان ينبغي لها أن تدخل السرور على الطالب وهي التي مردت على الإيغال في الإساءة إلىيه جاعلة من تعذيبه رسالتها
الأولى ومهمتها النبيلة؛ ولأن هذا التقرير له ما بعده نقف معه في النقاط التالية :1- رقص على المشاعر :لم تكتف الوزارة بالتلاعب بالعملية التربوية ، ولا بالتقصير في توفير الظروف الضرورية لوجود عملية تروبية تتوفر على أبسط الشروط الأكاديمية المطلوبة في تدبير الشأن التربوي الأكاديمي المحترم لتضيف إلى كل هذه النواقص الجوهرية ، والثغرات البادية للعيان رقصا على مشاعر آلاف الطلاب الموريتانيين في الخارج والداخل واللعب على مشاعر أسرهم التي استشرت بحصول أبنائها على منحة تخفف عنهم وطأة الظروف الصعبة في الخارج ، هذه المنحة التي لا تكفي لمتطلبات العيش ، ولا تفي بتكاليفه ، فبدلا من تعميمها على جميع الطلاب وزيادتها يفاجأ من طلعت أسماؤهم في القرار الأخير بإلغاء أعمال اللجنة ، والأسباب المعلنة حتى الآن غير ناهضة ؛ لأنها معروفة سلفا وهو ما يجب أن يؤخذ في الحسبان قبل الإعلان الرسمي عن أسماء الطلاب الممنوحين بشكل رسمي .2- استهزاء بمظاهر الدولة :من أساسيات مظاهر الدولة استقرار قراراتها والعمل على احترامها ، والسعي على اتخاذها وفق أسس منطقية تضمن لها قدرا من الوهاجة يجعلها قابلة للتنفيذ والاستمرار ، وهو ما يفترض أنه حصل في قرار اللجنة الوطنية للمنح ، هذه اللجنة التي تضم في عضويتها مؤسسات مختلفة وهيئات متنوعة نظرا لأهمية ما تجتمع من أجله ومصيرية قراراتها بالنسبة لكثير من الطلاب الموريتانيين الذين ينتظرون قراراتها بفارق الصبر ، كل هذه الأمور المجتمعة في موضوع اللجنة الوطنية للمنح تجعل إلغاء قراراتها بهذه الطريقة الفجة أمر يوحي باستهزاء بأبسط مظاهر الدولة إضافة التلاعب الفج بمشاعر الطلاب وأسرهم .3- انهيار أكذوبة سنة التعليم :من الأمور المستفادة من هذا القرار السيء في التوقيت والإخراج انهيار أكذوبة سنة التعليم ؛ حيث إن من أهم المسائل التي ينبغي أن يتم التركيز عليها في سنة التعليم منح الطلاب في الداخل والخارج ؛ ذلك أن هدف العملية التربوية والتعليمية هو إخراج كادر بشري قادر على النهوض بالدولة في شتى المجالات ولا شك أن طلاب التعليم العالي هم الفئة التي وصلت إلى مرحلة من التعليم يمكنها من القيام بمهمة النهوض الإداري والوظيفي للدولة الموريتانية ؛ لذا كان عليها أن تقف معهم في غربتهم وفي طلبهم للتعليم من خلال تعميم المنحة وزيادتها بدل إلغاء ما أعلنت منها بطريقة أقرب إلى الاستهتار بالمشاعر الطلابية منها إلى أي شء آخر.4- فتح جبهة تأزيم جديدة :يبدو من خلال هذا القراء الخاطئ شكلا ومضمونا ، والسيء توقيتا ودلالة أن وحدات التأزيم في دوائر النظام لا تريد لهذا البلد أن يعيش هدوءا ولو مؤقتا ؛ ذلك أن هذا القرار الخطير جاء عشية الإعلان عن حل أزمة عمال اسنيم بعد فترات من الشد والجذب ؛ مما يمكن تفسيره على أنه رغبة من جهات ما في دوائر السلطة في إشعال جبهة أخرى لن تقل ضجيجا ولا تأثيرا عن أزمة عمال اسنيم ؛ وهو ما من شأنه أن يقعد أوضاع البلاد أكثر فأكثر ويجعل فرص انطلاق حوار جاد يفضي في النهاية إلى حلحلة الأزمات التي يكاد هذا البلد أن يغرق فيها نتيجة للقرارات الخاطئة التي يتخذها هذا النظام وبعض دوائره التي رهنت مصالحا بحالة التأزيم المستمر ... هذه النتائج السلبية لهذا القرار الخطير تحتم على الحركة الطلابية في الخارج والداخل أن تتصدى له ومن الآن وبكافة الوسائل حفاظا على مكتسبات الطلاب التي تم الحصول عليها ، والتي يجب أن يقف الطلاب سدا منيعا أمام التلاعب بها مهما كلفهم ذلك من جهود وحتى لا يكون الطلاب هم الحلقة الأضعف في دولة الإخلال بالالتزام الذي يبدو أننا نعيش أسوأ فصولها وللأسف ...