كما كان متوقعا اتفقت القوى الغربية وإيران حول الملف النووي الإيراني .. وساذج حد الغباء من لم يكن يتوقع الإتفاق .. فالخلاف لم يكن موجودا أصلا .. والحليفان _إيران والغرب _ متفقان مسبقا على مخطط مدروس يقتضى تقاسم النفوذ
والمصالح فى المنطقة تحت غباركثيف تثيره ضجة هائلة من “التلاسن” و “المفاوضات الشاقة” لإقناعنا بضرورة التسليم بالنتيجة.إيران ترى أن هذا الإتفاق سيمدها بدفعة _هي بحاجة إليها _ وهي تخوض حروبا بالنيابة عن الغرب فى المنطقة العربية وتتخبط فى وحل المستنقعات السورية والعراقية ،ولكن المستنقع اليمني فاجأ الإيرانيين بما لم يتوقعـــوه وغرقوا فى وحله بما لم يحتسبوه مما قلب الطاولة على رؤوس اللاعبين الغربيين والإيرانيين على حد سواء .
فالحرب فى اليمن استفزت المشاعر المستفزة أصلا لأنها- كغيرها من الحروب الإيرانية الأخرى في المنطقة العبية-جزء لا يتجزأ من الصراع الحضاري العربي الفارسي القديم المتواصل مر الزمن و الذى عرف أكثر من ألفين وخمسمائة حرب شنها الفرس على الأمة العربية عبر التاريخ وما زالوا يشنونها حتى الآن .الفرس كلما سنحت لهم الفرصة يشنون حربا على العرب بغية السيطرة على قرار الأمة ومقدراتها الفكرية والثقافية والحضارية ومكانتها الإستراتيجية أمنيا واقتصاديا فلم يستطيعوا تجاوز عقلية الأطماع وروح الهيمنة على مر الزمن وظلوا يحاولون المرة بعد المرة ولكنهم كانوا فى كل مرة يفشلون في النهاية .ما يجري في سوريا واليمن واحتلال العراق وتشريد الملايين من مواطنيه، وشل حركة لبنان يدخل في هذا المسعى الدائم .
للأسف نجح عملاء الفرس في تدمير سوريا، وتمزيق أوصال العراق، وكانوا سيفعلون الشيء نفسه في اليمن لولا موقف المملكة العربية السعودية التي رفضت السكوت وهي ترى عملاء إيران من حوثيين وغيرهم يبتلعون بلدا عربيا آخر، وبدعم مادي وبشري مباشر من دولة الفرس، التي يبدو أنها ما زالت تحمل في بنيتها النفسية العفنة أحقاد التاريخ، ولم تنس لهذه الأمة أن القضاء على الإمبراطورية الفارسية المجوسية كان علي يدها ، فظلت تنمي عقلية الثأر الحضاري من العرب في نفوس أجيالها المتعاقبة .
هذه العقلية المتخلفة الحاقدة بدأ تجسيدها في وقت مبكر، باغتيال أمير المؤمنين الفاروق عمر، وجعل ذلك اليوم المشؤوم عيدا سنويا يحجون فيه الى المزار الذي شيدوه للمجرم، قاتل عمر، – أبو لؤلؤة المجوسي – ، حيث يصبون لعناتهم الوقحة المجرمة على الصديق والفاروق وذي النورين، وأمنا عائشة وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم وأرضاهم في تحد سافر لمشاعر المسلمين ويزعمون زورا حب آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهم كاذبون ي زعمهم لأن من يحب آل بيته صلي الله عليه وسلم يحب أصحابه وأزواجه وخلفاءه الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم.
هذه مجرد نماذج أوردتها حتى أبرز ارتباط التاريخ بما يجري اليوم .. حيث أعلن الايرانيون الفرس نياتهم بوضوح ولم يعودوا يخفونها لظنهم أن الوقت قد حان لتنفيذ مآربهم الخبيثة، متبجحين بسيطرتهم على عدة دول عربية، بل وتجاوزوا ذلك ليقولوا إن العراق جزء من الإمبراطورية الفارسية وعمقها الاستراتيجي كما هي حال الأحواز والجزر الإماراتية المحتلة، ومحاولتهم احتلال البحرين ..إلخ.
اليمن كان القطرة التي أفاضت الكأس، فطفح به الكيل فهبت المملكة العربية السعودية لنجدته وآزرها العرب، حتى لا يصبح هو الآخر ولاية إيرانية .الموقف السعودي كان في محله وهو خطوة صحيحة في اتجاه الدفاع عن الأمن القومي العربي في منطقة من أكثر المناطق العربية حساسية وأهمها على الإطلاق، منطقة الجزيرة العربية وبلاد الحرمين الشريفين .
التدخل العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كان موفقا ولولاه لابتلع الغول الفارسي اليمن عبر عملائه الحوثيين ومن معهم، كما ابتلع العراق ودمر سوريا وشل حركة لبنان .
الإيرانيون وعملاؤهم يتهمون السعودية بالعدوان لأنها دافعت عن بلد عربي أرادوا هم احتلاله، وهذا فهم معوج سقيم وغريب لأنهم هم المعتدون باحتلالهم بلادا عربية لاناقة لهم فيها ولاجمل بقوة المؤامرة والسلاح.. ذلك هو العدوان الأجنبي الفارسي على الأمة، أما السعودية فقد تدخلت للدفاع عن بلد عربي، وهذا ليس حقا فقط بل واجب وطني وقومي .
يقول الإيرانيون إنهم ضد العدوان الصهيوني .. غريب .. هل مازال هناك من يعتقد أن بين إيران والصهاينة عداوة من أي نوع ؟؟ أليست إيران القوة الوحيدة في المنطقة المسموح لها بأن تكون قوة نووية إلى جانب الصهاينة ؟؟ الم تنكشف الاوراق ويظهر الوجه الإستعماري الفارسي القبيح على حقيقته ببروز هذا الحلف الإستعماري:إيرن وإسرائيل والولايات المتحدة إلي العيان بعد أن ظل خافيا علي البعض ردحا من الزمن؟؟
إن ما نراه من “خصومات”مفتعلة و”تلاسن” ومعارك كلامية وهمية بين إيران وإسرائيل وآمريكا ليس إلا ذرا للرماد في العيون واستهزاء بعقول الناس .. فهذا حلف غير مقدس ينبني على اتفاقات سايكس بيكوجديدة واضحة أساسها تقاسم النفوذ في الوطن العربي .
وتتقاسم إيران الدور الإستعماري الخبيث الذي يجري تنفيذه مع العدو الصهيوني، فيتولى الصهاينة إشغال العرب في ” المفاوضات ” و ” السلام ” المزيف، وتهويد فلسطين ومحاصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتتولى إيران مهمة تفتيت المنطقة بتقسيم كل دولة إلى دويلات هزيلة وكيانات متناحرة .. هذا هو الدور الإيراني الخبيث الذي يجب إيقافه عند حده، لأنه مكمل لدور الصهاينة وتنفيذ لأهداف قوى الاستعمار الغربي .. فكأنهم يريدون العودة بالزمن إلى عهد تقاسم النفوذ في المنطقة العربية بين إمبراطوريتي فارس والروم .
تلك أهدافهم .. فهل نتركهم يستمرون في تحقيقها أو نقول لهم كفى عبثا بنا وبأمننا وبأوطاننا وبمقدساتنا وبمقدراتنا ؟؟على كل .. التاريخ لا يرحم فلنكن بمستوى الفعل التاريخي وفاء لمجدنا وضمانا لمستقبل أجيالنا..حتي لاتحاكمنا الأجيال.