سأكون متفائلا هذه المرة و متمسكا بأكبر قدر من الإيجابية نظرا لأن آخر ما ينقص أهل كيفة هذه الأيام هو المزيد من السوداوية و انعدام الأمل ,لذلك فسأركز نظري على الجزء الممتلئ من الكأس – إن كان ثمة قطرة متبقية من القطرات القليلة التي ما تزال تنتظر دورها في عقب إحدى الحنفيات المحظوظة – لأقول للأهل هنا في كيفة و في العصابة بصفة عامة: إن الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية لا بد أن تحمل الكثير , فليس من المعقول أن يتحمل مشقة السفر في فترة الحر الشديد و يجمع الناس حوله و يحشدهم في مهرجانات و يعطل أعمال المصالح الحكومية و يشغل الجميع عن مهامه إلا إذا كان لديه فعلا ما يستحق . وما دام الأمر كذلك فاسمحوا لي أن أخمن ما يمكن أن يكون في جعبة السيد رئيس الجمهورية مما ينفع الناس و يلبي أبسط حاجاتهم الملحة.في ظل موجة العطش الخانقة التي أصبحت تهدد حياة المواطنين ,لا أتصور أن سيادته يمكن أن يعيد للمواطنين ما سبق أن قاله في مناسبات سابقة من أن عليهم أن ينتظروا مشروع( سد فم لكليته ) بل لا بد أنه سيعلن عن إجراء استعجالي آخر يضمن استمرار حياتهم حتى يتمكنوا من مشاهدة مياه( فم لكليته )و هي تتدفق عبر حنفياتهم الصدئة.كما لا يمكن أن يتحدث صاحب الفخامة أمام جماهير مدينة كيفة عن محطة انتاج الكهرباء التي تم وضع حجر أساسها من طرف أحد الوزراء منذ شهور, إذا علمنا أن هذا الحجر نفسه ربما دفنته الرمال و أصبح العثور عليه مهمة شاقة , فالأولى ترك ذلك الحجر و وضع آخر من طرف الرئيس و مباشرة العمل فورا في المصنع المذكور و المهم .و بما أن السنة 2015 سنة تعليم فليس ثمة أدنا شك في أن إنقاذ المدارس المتهالكة سيكون على رأس أولويات الزيارة, حيث يتوقع أن تعطى الأوامر الفورية باستصلاح هذه المؤسسات و زيادة الحجرات و الحد من الاكتظاظ داخل الأقسام و تجهيزها بالقدر الكافي من المقاعد و الطاولات , أما من الناحية الصحية فأستبعد أن يكتفي برنامج الزيارة بالوقوف على تقدم الأشغال في المستشفى الجديد فهذه مهمة الوالي و يمكن أن يكلف بها أحد مستشاريه أسبوعيا و لا تستحق متابعة رئيس الجمهورية شخصيا, وإذا كان لابد من زيارة بعض المنشآت الصحية ,فالأولى هو الوقوف على ظروف بيع الأدوية داخل الصيدليات و المستودعات حيث تفتقر كلها إلى الحد الكافي من ظروف السلامة مما يعرض حياة المواطنين للخطر المضاعف وحيث يفتقر هذا القطاع إلى الرقابة و يستشري الفساد أمام أعين الجميع .و بما أن الولاية تعتبر من بين الولايات الرعوية و نتيجة للظروف الصعبة التي يكابدها المنمون على أعتاب فصل الصيف القاسي , فلا شك أن الرئيس سيعلن عن إجراءات تستهدف المنمين ومواشيهم تضمن توفير العلف بأسعار مناسبة و في أسرع وقت ممكن.أتمنى من كل قلبي أن تصدق هذه التوقعات أو بعضها على الأقل حتى لا يفقد أهل كيفة كمية الأمل القليلة المتبقية عندهم ,فقد أوشكوا على ذلك , إن لم نقل: قد فقدوا كل الأمل في زمن الجدب و الإهمال و العيش خارج حسابات الدولة .
بقلم صدف ولد احميتي فال