خبروا ولد أحمد عيشة نيابة عن أسفار التاريخ وأصالة عن نفسي أن هوية الكره والإقصاء والظلم لا يمكن أن تسود لأن الظلام يستحيل أن يكون هدفا منشود..
وأخبروه أن الحروب الأهلية تشعلها كلمة وأول من يفر منها عند اشتعالها المتعنترون الذين أوقدوها مزهوون بالكبرياء، وأول من يكتوي بأوارها الأبرياء من الشيوخ والنساء..
خبروا ولد أحمد عيشة أن ولد آلويمين يذكره بأن حرب روندا إنما أشعلتها كلمة مغرور وحرب السودان فجرتها إعتقادات جنجويدي معتوه متكبر وفي النهاية دفع الثمن الملايين وسيطرت الكراهية والدم فقط ولم تسيطر أغلبية التوتسي ولم تنتشر ثقافة الجنوب ..
خبروه أن العنتريات ولى زمنها مع عنتر ولبيد بل ولت منذ أن ابتكر الإنسان البندقية والمسدس وحل محلها منطق غاندي ومارتن..ولما تخبروه..
أقنعوه أن قيم الجمهورية ومبادئ لابارتايد كالماء والنار لا يجتمعان، وإذا ما لعلع الرصاص في هذه السماء يوما فلن يكون للبيظان ولا لغيرهم مجد ولا دوام بل سيحل زمن الصبيان ذووا العشرة سنين لأن السيد يومئذ هو السلاح، وسيسعون لتحقيق أحلامهم عسى أن يكونوا (أكتيرات) كما حل بصبيان الشعوب التي سبقتناوذكروه عن سبب أفول دولة أجدادي الأمويين العريقة وهي تكاد لا تدوم قرنا ثم حدثوه عن دولة بني عباس وهي تطفي مع جحافل هولاكو شمعة 600 عام من الإمتداد على الكون، ذالك أن دولة أجدادي الأولى كانت دولة عنصرية وأن دولة العباسيين كانت دولة حرية تعايش تحت ظلها الفارسي والعربي والقوطي والقشتالي فأنتجت للبشرية أعظم ابتكارات العلم..خبروه ونبئوه واقنعوه أن التاريخ يسجل وأن التراث الذي ينشد بعثه يحفظ أيضا: (المتهدد مقلووووب) فاتق الله خير لك في دينك ودنياك وعاقبة أمرك.