تحتفظ المائدة الموريتانية بخصوصيتها في شهر رمضان، وتتزين بأطباق مختلفة تناسب خصوصية هذا الشهر المبارك، ورغم ما تفرضه الحياة العصرية لاتزال النساء تحرصن على إعداد الأطباق والأكلات التقليدية التي تميز شهر رمضان.
وتجمع السفرة الموريتانية بين أطباق الدول المجاورة حتى أصبحت مزيجاً من الأكلات المغربية والإفريقية، وبدأت ألوان جديدة من الوجبات لم تكن معروفة لدى السكان من قبل أن تغزو السفرة الرمضانية الموريتانية، مثل "الشباكية" و"الشوربة" و"الحريرة" والقطايف المغربية والعصائر الإفريقية وأطباق السمك المحضرة على الطريقة الإفريقية.
وقد ساعد تزامن رمضان مع فصل الصيف على إحداث تغيير على أطباق رمضان في موريتانيا، حيث اختفت بعض الأطباق الدسمة وظهرت أطباق صيفية خفيفة ومشروبات وعصائر مختلفة.
كما ساعد تزامن حلول شهر رمضان مع العطلة السنوية للكثير من الموظفات على تحضير المائدة الرمضانية وفقاً للطقوس والتقاليد، حيث أصبحت ربة الأسرة تجد الوقت الكافي لإعداد الكثير من المأكولات والحلويات واستقبال الضيوف خلال دعوات الإفطار والسحور.
ولائم عائلية
يرتفع استهلاك بعض المواد الغذائية واللحوم بسبب رغبة الصائمين في تعويض أجسامهم عما فقدته خلال الصوم، إضافة إلى حرصهم على مشاركة الأهل الإفطار والسحور بشكل جماعي.
وعادة ما تكلف أطباق رمضان الكثير من المال والجهد وتؤثر سلباً في ميزانية الأسرة، كما أن العروض التي تقوم بها الشركات التجارية تدفع الأسر إلى صرف أموال طائلة من أجل الاستعداد لرمضان واستقبال الضيوف والأقارب المباركين بحلول الشهر الكريم.
وتقول ليلى بنت الخرشي (ربة بيت): "الوجبات الرمضانية مكلفة واجتماع العائلة يفرض بذل المال بسخاء لإعداد مائدة تلبي أذواق الصائمين، إضافة إلى كثرة الزيارات وصلات الأرحام في هذا الشهر والتي تفرض استقبال المباركين بالشهر الكريم بكرم وجود".
وتوضح أن "المائدة الرمضانية الأصيلة تعتمد على الحساء ولبن الإبل والتمر المدعوك بالزبد الطبيعي والشاي الأخضر، لكنها اليوم أصبحت تتضمن أيضاً الحريرة والقطايف والشوربة وحلوى الشباكية والعصائر المحضرة على الطريقة الإفريقية".
وتضيف: "للموريتانيين عاداتهم في وجبة الإفطار، حيث يحرصون على إعداد "الطاجين"، وهو عبارة عن لحم يطبخ مع الخضراوات ويقدم مع الخبز، ويعتبر عنصراً رئيسياً في وجبة الإفطار، ويفضل الموريتانيون لحم ظهر الإبل المعروف محليا بـ"الفلكة" ويطهى مع البصل والقليل من التوابل، بينما يفضل آخرون شواء لحم الغنم".
وتشير ليلى إلى أن وجبة العشاء تحضر من الأرز أو الكسكس بينما لايزال الموريتانيون يحافظون على سنة السحور، خاصة أن الإمساك في موريتانيا يتم في وقت متأخر، ومن الأكلات المشهورة في السحور أكلة "العيش"، وهي عصيدة تصنع من دقيق الدخن والحليب والملح والسكر.
أطباق السمك
وتتزين موائد سكان شمال موريتانيا بأصناف مختلفة من أطباق السمك حيث يحل السمك محل اللحوم الحمراء على موائدهم في وجبة العشاء، وتحرص ربات البيوت في هذه المناطق الساحلية على إعداد أطباق السمك في رمضان مهما كان مستوى الدخل المادي للأسرة.
وتعرف الأسواق قبل وخلال شهر رمضان إقبالاً استثنائياً من قبل الموريتانيات، حيث تسابق ربات البيوت الزمن للانتهاء من شراء طلبات رمضان قبل ازدحام الأسواق بالمتسوقين، من أجل اقتناء المواد ذات الجودة العالية وبسعر مناسب، وتنشغل أخريات في إعداد المأكولات والحلويات التي يتم تقديمها خلال دعوات الإفطار والسحور، لاسيما الموظفات والعاملات اللاتي يجدن صعوبة من التوفيق بين عملهن ووجباتهن الاجتماعية والعائلية في رمضان.
وحين يقترب رمضان تبدأ الأسر في التحضير لموسم الصيام وشراء المؤونة وإعداد المواد التي تستعمل في الحساء والحلوى، ولا يتطلب التحضير لموسم الصيام الكثير من الوقت والجهد كما هو الحال في بقية الدول العربية التي تعاني نساؤها من عبء التحضير لشهر رمضان.
العربية نت- نواكشوط - سكينة أصنيب