بناء على تقارير أممية سابقة و مساعي دولية حثيثة منها تعيين الإتحاد الإفريقي للرئيس الموزنبيقي السابق شيسانوا مبعوثا خاصا بالصحراء الغربية و بالإضافة الى تنامي الإنتفاضة الشعبية بالأراضي المحتلة و صمود الصحراويين بالمخيمات و تطور القدرة العسكرية لجبهه البوليساريو
تم الحديث عن سنة حاسمة و مفصلية في مسار الكفاح الصحراوي مرتبط اشعال فتيلها او اخماده بالتقرير الأممي شهر ابريل الجاري.
و بالمقابل و بناءعلى تلويح سابق بالعودة لخيار الكفاح المسلح دون تنفيذ و تحسبا لمتغيرات عديدة تعرفها الساحة الدولية عموما كالحرب على الإرهاب و تهديدات الحركات الجهادية على الساحل و الصحراء و وجود البوليساريو كقوة عسكرية محاربة في مصداقية كفاحها من طرف عدوها المغرب و ثورات الربيع العربي و انشغال العالم بما هو اكثر دموية دائما ، تم التغافل عن حق الشعب الصحراوي و تراجع التقارير الأممية عما حققته من تقدم سابق و الركون لإرضاء النظام المغربي و حليفته فرنسا.
و بين هذا و ذاك تبقى هناك ثوابت لا يطالها الباطل و لا تسقط بالتقادم و اهمها حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و مشروعية مطلبه التحرري ، و كون الأمم المتحدة رواق تناقش فيه القضية الصحراوية و مسطرة شرعية لوجود الصحراء الغربية كبلد مستعمر ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال و مهما طال الزمن معالجة قضيته خارج سياق تصفية الاستعمار وقواعده.
الأن و حسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المقدم لمجلس الأمن و الذي شكل تراجع خطير جدا يعكس عدم جدية الهيئة الأممية في معالجة النزاع الصحراوي المغربي و هشاشة خياراتها امام مصالح النافذين و بالأساس فرنسا تطرح على الطاولة مجموعة رسائل موجهة للداخل كما الخارج.
فالبوليساريو التي اعلنت لمرات عديدة عودتها للكفاح المسلح متى استنفذت خيارات السلام المتاحة مطالبة بتنفيذ تهديدها هذا ، فهي التي تستمد قوتها و شرعيتها من الجماهير الصحراوية تواجه الأن قبل اي وقت سابق ضغط وسطها الشرعي و ساحة تمثيلها ، فقد مر على مشروع السلام الوهن اكثر من عقدين و رغم كل التنازلات المقدمة من طرف الصحراويين بما فيها التغاضي عن دور البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء و اقتصارها على مراقبة توقيف اطلاق النار و رغم شمولية الانتفاضة و تأججها الا ان المنتظم الدولي مستمر في غيه تجاه الشعب الصحراوي.
لا ينتابنا ادنى شك في قوة و عزيمة الجبهه الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، فالجبهه التي قاومت منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي قوى اسعمارية متعددة و متطورة بأسلحة تقليدية بسيطة زادها في ذلك الشرعية والإلتفاف الشعبي لن تتراجع اليوم عن خياراتها المصيرية الصعبة و قد تطورت قوتها العسكرية و اتسعت رقعة الاعتراف الدولي بها و التضامن العالمي . لكن على الجبهه ايضا ان تدرك انها صمدت لأربع عقود كاملة أمام محاولات تقسيمها و تشتيت وحدة صفها و توجهاتها بسبب الإيمان الجماهيري الراسخ و المتأصل بجدية مطالبها و اهدافها و ان المزيد من مهادنة المنتظم الدولي تحت اي رؤية سياسية مهما تعمقت من شأنه تغيير القناعات.
لا تحتاج البوليساريو الأن حصان طروادة كي تضرب الحصار المضروب حول مشروعنا الوطني و تنسفه ،فنحن على الأرض كما نحن خارجها و الجسم الصحراوي متناغم المساعي و موحد التوجه ، و قد آن الأوان لضحد اكاذيب النظام المغربي و مغالطاته التي استمالت مراقبين و انصار للطرفين من قبيل صحراوي الداخل و صحراوي المخيمات و الشتات ، فليس في المناطق المحتلة غير الصحراويين الذين يعيشون قهر الاحتلال و ظلمه و هم مستعدون دائما لمواجه مخططات المملكة التوسعية ، و ليس بالمخيمات غير الصحراويين الفارين من بطش الاحتلال و ابنائهم الذين تربوا و عاشوا على النضال المستميت و حلم العودة المشرفة ، و ضحد كل تلك المغالطات يوجب وضع النظام المغربي بين يدي كماشة الأرض المحتلة و الأراضي المحررة ، و خدمة للحرية التي نشدتها أراعيل الشهداء و قوافلهم حان الوقت ان نسعى لنيلها الأن و لس غدا او نموت دونها عن بكرة أبينا.