اختتمت امس بمباني جامعة العلوم الإسلامية بمدينة لعيون أولى دورات الايام التكوينية الأولى في اللغات الوطنية التي تنظمها الجمعية الموريتانية لعلم الاجتماع (جمع AMS) والتي استمرت على مدى يومين.
وكانت الدورة قد انطلقت الخميس في مدينة لعيون وقد ركز سيدي محمد ولد الجيد أمين عام كلية الآداب ورئيس الجمعية المنظمة للندوة، في كلمته على شرح وتوضيح مصطلح (الوحدة الوطنية) لكافة المجتمعات ولا سيما المجتمع الموريتاني، موضحا بأن صون الوحدة وتعزيزها واجب على كافة المواطنين، لما له من انعكاس ايجابي على واقع أي امة حاضرا ومستقبلا.
كما اشار المتحدث إلى أن الامة الموريتانية بمختلف تشكيلاتها وتنوعها الثقافي والحضاري تمثل الوحدة الوطنية بالنسبة لها مصدر قوة، ومنعة، وعزة، وذلك لما تتمتع به هذه الامة من وسطية في معتقدها وفكرها وتوجهها السلوكي، واريحيتها، وانفتاحها على الآخر.
واضاف:" وما اللغات "اللهجات" الوطنية إلا مقوما أساسيا من مقومات الهوية الوطنية، وركن من أركانها، وركيزة من ركائز لحمتها الاجتماعية، وعمودها الفقري الذي ترتكز عليه.
ويحصنها من الانهيار والانجراف في سبل الانقاسامات، والحروب الأهلية والطائفية التي لا تسلم اليوم منها بقعة من بقاع الارض.
كما اكد الدكتور ولد ولد الجيد بأن الأيام التكوينية الأولى في اللغات الوطنية التي هي اليوم في أولى دوراتها تستهدف بشكل حصري في دورتها الحالية اساتذة الجامعة الاسلامية بلعيون، على ان تنظم الجمعية دورات اخرى تستهدف السلطات الادارية في الحوض الغربي، والمنتخبون، والطاقم الإداري بالجامعة، والطلاب، وهيئات المجتمع المدني بلعيون.
واختتم الدكتور ولدالجيد كلمته بدعوة المواطنيين الموريتانين إلى التواصل فيما بينهم، والنأي بأنفسهم عن التقصير في ذلك، كإخوة في الدين والوطن يتشاطرون التاريخ والجغرافيا، ويواجهون التحديات، والإكراهات، وهموم الحاضر وتطلعات المستقبل.
بدوره تناول مؤطر الندوة واستاذ التاريخ والحضارة بالجامعة الاسلامية بلعيون الدكتور مامادو كان الكلام مرحبا بالحضور كما شكرهم على تجشمعم عناء مشقة الحضور، كما أكد على اهمية هذه الدورات التكوينية في اللغات (اللهجات) الوطنية وما لذلك من انعكاسات ايجابية على حياة وواقع المواطنيني ب
شكل عام، لأن معرفة واتقان كل مكون من مكونات المجتمع الموريتاني للغة (لهجة) المكون اﻵخر يعتبر بمثابة وضع اللبنة الاولى في سور الوحدة الوطنية وبنائه بشكل منيع ومحصن من أي خطر قد يهدد وحدة هذا المجتمع مستقبلا أو خاضرا.
بعد كلمة الدكتور مامادو كان بدأت فعاليات الندوة التي اقتصرت في يومها اﻷول على (التحية، و المجاملات، والمحادثة والمعاملات، وبعض التمارين، والتطبيقات العملية) في اللغة البولارية، على أن يتخللها في يومها الثاني توزيع افادات على المشاركين في الدورة التكوينية ثم اختتام الدورة. الحضور كان ممثلا في: حاكم مقاطعة العيون، وعمدتها، والامين العام للجامعة الاسلامية، وعميد كلية اﻵداب، ومدير فرع البنك الموريتاني للتجارة والصناعة BMCI، و الاساتذة المعنيون بالدورة التكوينية وبعض رؤساء وهيئات المجتمع المدني بالولاية.