وجهت منظمة الصحة العالمية نداءً إلى المجتمع الدولي للتعجيل في سد ثغرات كبيرة تتخلل مجال الوقاية من الملاريا وتشخيصها وعلاجها. جاء ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للملاريا، وهو المرض الذي يودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص سنوياً. وتحدث ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الملاريا على أقل تقدير بين صفوف الأطفال دون سن الخامسة، على أنه في عام 2013 لم يحصل سوى طفل واحد من أصل خمسة أطفال أفارقة مصابين بالملاريا على علاج فعال من هذا المرض، ولم تحصل 15 مليون امرأة من الحوامل على جرعة واحدة من الأدوية الوقائية التي يوصى بها، فيما تشير التقديرات إلى وجود 278 مليون شخص في أفريقيا من الذين ما زالوا يعيشون داخل أسر لا تمتلك ناموسية واحدة معالجة بمبيدات الحشرات. وفي النسخة الثالثة من المبادئ التوجيهية المحدّثة لعلاج المرض الصادرة مؤخرا، أوصت المنظمة أساسا باستخدام أحد الدوائينcoarsucam او coartem لعلاج حالات المرض مع التذكير بمنع استخدام هذين الدوائين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وكانت دول أفريقية عديدة كالكاميرون والكوت ديفوار وقبل أسابيع السنغال، قد حظرت تداول واستخدام بعض مضادات الملاريا من بينها Artequin و coarinate، رغم أن هذا الأخير مازال يعد أحد أكثر مضادات الملاريا استخداما في موريتانيا حتى اليوم، وذلك بحجة تسببها في حالات كثيرة من القصور الكلوي. من جهة أخرى ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها المتعلق بموريتانيا أن ثلثي السكان يعيشون في مناطق سريعة العدوى بالملاريا، أما المناطق الخالية من الملاريا فلا يعيش فيها غير 10 في المائة فقط من السكان. وأكدت المنظمة أن الغالبية الساحقة من الحالات التي تم فحصها مخبريا في موريتانيا أكدت الإصابة بطفيلية الملاريا من نوع فالسيباروم المعروف أنها الأشد فتكا ومقاومة للعلاج. وفي الأخير أوصت المنظمة بإعطاء العلاج الوقائي لأكثر فئات السكان ضعفاً في المناطق الموطونة بالملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخاصة الحوامل والأطفال دون سن الخامسة والرضع، وذلك لتقليل خطر الإصابة بعدوى الملاريا، وإلى تعميم الناموسيات المشبعة.