شهدت جولة رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، في ولاية كوركول بالعديد من الأنشطة واللقاءات ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية لسكان الولاية.
وقد مكنت هذه الجولة؛ على عكس مناسبات سابقة، من فتح جسور الحوار المباشر بين المسؤول الأول في هرم السلطة في البلد وبين المواطنين في قرى وأرياف هذه الولاية الهامة من منطقة الضفة..
ومما أضفى على الجولة طابعا شعبيا وتنمويا حقيقيا، أنها ابتعدت عن الاعتبارات السياسية والتجاذبات المرتبطة بذلك؛ فكان تفقد المنشآت الصحية والمؤسسات التعليمية؛ وتدشين المرافق الخدمية والبنى التحتية الأساسية؛ أبرز محطات الزيارة، وسط لقاءات مباشرة بين الرئيس والسكان خلال الاستقبالات؛ وكذا عبر اجتماعاته بالأطر والمنتخبين والوجهاء..
كان واضحا أن الرئيس ولد عبد العزيز حرص على تجنب الاكتفاء بما ينقله المنتخبون والسياسيون والأطر، وانتهج أسلوب الاستماع المباشر للسكان والرد على مطالبهم وتسلم بعضها مكتوبا وإحالتها مع تعليمات مباشرة للمسؤولين المعنيين المرافقين له.
كانت مقاطعة مونكل آخر محطات جولة الرئيس ولد عبد العزيز في ولاية كوركول حيث شهدت تجاوبا لافتا للسكان مع زيارة الرئيس، بما في ذلك حجم ونوعية الاستقبال الشعبي وكذا إجماع الأطر حول نفس المطالب؛ خاصة من خلال انتداب متحدث وحيد باسم السكان..
ولم يخف الرئيس ارتياحه لهذه الخطوة التي لم يشهد لها مثيلا في جميع المحطات الأخرى من ولاية كوركول أو الولايات التي شملتها جولاته السابقة..
ويعزو العديد من المراقبين والمتابعين للجولة الرئاسية المنتهية لتوها؛ هذا الموقف الاستثنائي إلى نجاح أطر ومنتخبي مقاطعة مونكل في نبذ خلافاتهم القديمة التي ولّدها واقع استقطاب المشهد المحلي بين تيار الطبقة القديمة وكتلة الشباب الداعية لتجديد تلك الطبقة وإشراك الفئات الشبابية في تحديد ورسم التوجهات العامة وفق مصالح السكان..
تمثل هذا النجاح في خلق تيار وسطي يقوده المدير الإداري والمالي لوزارة الصحة بونه ولد القطب، الذي حظي بانخراط غالبية المكونات الشعبية المحلية وانضمت إليه معظم القوى الفاعلة في التيارين السابقين. وشكل هذا التوجه الوحدوي أبرز ملامح نجاح محطة مونكل وتميزها من حيث شكل الاستقبال وانسجام السكان، وكذا من حيث تعاطي الرئيس بأريحية تامة مع السكان والأطر والمنتخبين، خاصة من خلال تعهده العلني بتلبية مطالبهم باعتبارها وثيقة الارتباط بالمصلحة العامة وبالمتطلبات التنموية الأساسية..