مثل حوار الليلة مبادرة طيبة للرئيس في محو الصورة العالقة عنه في مؤتمره الصحفي الماضي؛ حيث ظهر سيادته في حديث متماسك ؛ومؤسس علي منظومة متوازنة من الطرح الهادف ؛والنقاش المفيد؛ والتحليل الواعي.ورغم أن الصورة بشكل عام منتقاة بعناية بما فيها من يحاور بلطف ؛ويتصنع الابتسامة بيسر؛ بل ويمطر الرئيس بما عجز عنه من وابل التمجيد .وبين من يحاور ليجسد هواية المواطن المتعطش لسبر أغوار رأس النظام ومعرفة ماذا يخبئ ؟
وماذا يفعل ؟وما ذا يريد بمنظومة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ؟.أريد لهذا الحوار أن يكون مهرجانا للدعاية لنظام الحكم؛ لذا أختيرأهله بحرص وحذر وبمراقبة لاتخطئها العين وظلت حلقاته تتأرج بين الدعابة والملاطفة والبحث عن ترضية الخواطر .
أدار الرئيس حلقة الحوار بنفسه كاملة هو من يوجه الاسئلة وهو من يجيب لاحقا ويصوب أحيانا لتوافق الأسئلة ميزاج الحلقة أما المحاورون فهم ممثلون يتقاذفون عبارات التمجيد ويتصنعون الابتسامة ويجسدون بأمانة بطولات أهل الباطن.حاول موسي ولد صمب سيي أن يقفز فوق المتاح بأدب لكن غضب الرئيس أعاده إلي جادة رشده فأمسك العصا من الوسط وتراجع خطوتين إلي الوراء أما زملائه فقد شحذو سكاننهم في أول الحديث وأجهزوا علي كل تطلعات المواطن وآماله المنتظرة من حوار لايعرف المتابع له من كان يحاور من ؟.