// تشخيص و مقترحات لإحلال السلام بمساجدنا // في ظل غياب تام للدولة عن الاطلاع بمهام تشييد المساجد وصيانتها وتوحيد مواعيد رفع الأذان والصلاة فيها... انتشرت الفوضىالعارمة وشاعت المسلكيات الخاطئة وأضحت المساجد ساحة مفتوحة للصراعات وتصفية الحسابات بين المصلين ، أحيانا يتطور الأمر من حرب باردة إلى حرب حقيقية تستخدم فيها الأيادي والأحذية .. حيث ترتفع الأصوات وتذهب السكينة وتعم الفوضى .
وحسب تحرياتي وبحثي عن جذور هذه المشكلة توصلت لما يلي :
1- أن في كل مسجد من مساجد هذه البلاد فريقان : فريق مع " تعجيل " وقت الصلاة ، وفريق معارض له مع " تأخير" موعدها للتثبت من دخول الوقت ، وهناك من هو مع القبض وفريق ضده .. وهناك من هو حليف للإمام وفرق آخر حليف للمؤذن أو نائب الإمام وبين هذه الفرقاء المتصارعة توجد أكثرية صامتة في حيرة من أمرها .
2- هناك معضلة أخرى وهي أن بعض الأئمة يعتبرون أنفسهم ( مـــلاّكا ) للمساجد التي يتولون الإمامة فيها ،إذ هي في الأصلقطعة " مكزورة " بنى فيها الإمام مسجده الخاص به ليحمل اسمه لاحقا (مسجد فلان ) ما يتح له بسط سلطانه عليه ومن ثم يقرر منفردا الوقت الذي يناسبه لرفع الأذان والصلاة وسط معارضة بعض المصلين .
3- هناك العامل القبلي أوالفئوي وهو مغذ لهذا الصراع الذي يرتفع مؤشره ويهبط من مسجد لآخر .
4- خلال زياراتي المتكررة لعاصمة ولاية كوركول (كيهيدي ) لاحظت أن مساجد الإخوة ( الفلان ) لا توجد فيها هذه الظواهر مطلقا ، بل لاحظت أن السلام يسودها بالإضافة إلى النظافة والروائح الطيبة .!
ومن وجهة نظري المتواضعة لن ينتهي هذا الإشكال إلا بعد اتخاذ التدابير التالية :
1- أن تضع وزارة التوجيه الإسلامي يدها على المساجد لتأممها وتنتشلها من الضياع والاختطاف .
2- أن تقوم الوزارة بتعيين أئمة ومؤذنين برواتب شهرية مجزية وتحملهم على التقيد بالتقويم الرسمي.
3- أن تعين الوزارة أئمة من فئة الشباب خاصة على أساس الكفاءة والكفاءة فقط . ومما لاحظت أيضا أن كبار السن هم أمراء حروب المساجد هذه ، إذ قلما رأيت شبابا متورطين فيها ، وهذا أمر محير وحقا ! .
وختامـــــــــــــــــا :هل يعقل أن فارق التوقيت بين مسجدين لا تفصل بينهما سوىعشرات من الأمتار يصل أحيانا إلى نصف ساعة كاملة ! ؟،
ما يخلق بلبلة حقيقة خاصة خلال شهر رمضان المبارك الذي هو الآن على الأبواب .__________ المساجد بيوت الله في أرضه _