موريتانيا والحرية العرجاء

سبت, 2015-05-09 21:36
بقلم: محمد الزين ول معلوم

قد يبدوا للوهلة الأولى أمام أي مراقب من بعيد لأوضاع الحريات العامة في موريتانيا أنها بلد حريات وأن الإنسان الموريتاني يعيش ربيع حرية لا مثيل له في المنطقة.

لكن الوضع هنا يختلف تماما عن تلك الصورة الوردية البعيدة فالحرية بمعناها السامــي حلم يراود أهل هذه البلاد ويسعون للحصول عليه منذ عقود لكنه على ما يبدوا للأسف مازال بعيد المنال فالنظام رغم مكيدته الخادعة والتي أنطلت على ما يبدوا على البعض يُقَطِر الحرية على نحو يخدمه وينفي عنه التهم ويظهره بمظهر المتسامح فما نعيشه من حريات صحفية وغياب شبه تام للرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وفتح الباب على مصراعيه أمام كل من هب ودب ليقول ما يريد على نحو ما يريد وبطريقة قد تشعرك أحيانا بالتسيب والانفلات ليس أكثر من حيلة الغرض منها أولا وأخيرا المناورة ونزع ورقة رابحة من يد المعارضة التي أربكتها الضربات الاستباقية من طرف النظام وبعثرت أوراقا كثيرة في يدها وباتت تظهر بمظهر الضعيف المستسلم لقدره في حين أن النظام لديه طرق و وسائل أخرى أكثر مكرا وأقل لفتا للانتباه يبتز بها خصومه السياسيين وينتقم منهم بها,

فبقوة القانون المعدل على مقاسات هذا النظام مثلا يمكن لأي صاحب رأي أن يدفع ثمن رأيه من ماله ووظيفته بحجج متعددة وتحت عنوان عريض اسمه تطبيق القانون ورغم قذارة هذه الحلية الا أن النظام لم يتورع عنها ولم يزل يلوح بها في وجه خصومه السياسيين مهددا ومتوعدا بأن الفقر والبطالة بالمرصاد لمن تسول له نفسه الخروج عن طاعة رأس النظام حتى ولو كان هذا الخروج آني وداخل في صراع الاجنحة داخل حزب النظام والامثلة في ذلك كثيرة تبقى الانتخابات البرلمانية الأخيرة الشاهد الاقرب عليها أماعن المحسوبية وشراء ذمم البسطاء وإخداعهم بخطابات ديماغوجية الغرض منها معروف ومحسوم فحدث ولا حرج , إن الحرية العرجاء التي يعشها بلدنا اليوم لا تخدم سوى النظام الذي يسعى لتنويمنا بها على حساب أهم قضايانا المصيرية وهي التنمية الشاملة ليتسنى له المضي قدما في مشروعه الافساد المبني على نهب خيرات البلاد والمن علينا بالفتات لقد أنكأت هذه الحرية المزعومة جراحا في الجسم الوطني وفخخت أرض الوطن بنعرات تافهة أحدثت شرخا بين أبناء الوطن وجعلت البلاد على فوهة بركان.

وفي انتظار الوقت الذي تكون فيه موريتانيا تعيش ربيع حرية كامل لا وصاية فيه ولا دعاية تبقى الآمال معلقة على نخبة سياسية وطنية تغلب المصالح الوطنية على الحسابات الشخصية الضيقة ويبقى الحلم قائما بمقدم ذلك اليوم.

بقلم: محمد الزين ول معلوم